بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٨٢
على اللات والعزى، وذكرهم بالجميل، وعقد النكاح، ونظر إلى وهب، وقال: يا أبا الوداح زوجت كريمتك آمنة من ابن سيدنا عبد المطلب على صداق أربعة آلاف درهم بيض هجرية جياد، وخمس مائة مثقال ذهب احمر؟ قال: نعم، ثم قال: يا عبد الله قبلت هذا الصداق يا أيها السيد الخاطب؟ قال نعم، ثم دعا لهما بالخير والكرامة، ثم أمر وهب أن تقدم المائدة فقدمت مائدة خضرة فاتي من الطعام الحار والبارد والحلو والحامض فأكلوا وشربوا، قال: ونثر عبد المطلب على ولده قيمة ألف درهم من النثار، وكان متخذا " من مسك بنادق، ومن عنبر ومن سكر ومن كافور، ونثر وهب بقيمة ألف درهم عنبرا "، وفرح الخلق بذلك فرحا " شديدا ".
قال الواقدي: فلما فرغوا من ذلك نظر عبد المطلب إلى وهب وقال: ورب السماء إني لا أفارق هذا السقف أو أؤلف بين ولدي وحليلته، فقال وهب: بهذه السرعة لا يكون، فقال عبد المطلب: لابد من ذلك، فقام وهب ودخل على امرأته برة وقال لها:
اعلمي أن عبد المطلب قد حلف برب السماء أنه لا يفارق هذا السقف أو يؤلف بين ولده عبد الله وبين زوجته آمنة، فقامت المرأة من وقتها ودعت بعشر من المشاطات وأمرتهن أن يأخذن في زينة آمنة، فقعدن حول آمنة، فواحدة منهن تنقش يديها، وواحدة تخضب، وواحدة تسرح ذؤابتها (1)، فلما كان عند غروب الشمس وقد فرغن من زينتها نصبوا سريرا " من الخيزران، وقد فرشوا عليه من ألوان الديباج والوشي (2)، وقعدت الجارية على السرير وعقدن على رأسها تاجا "، وعلى جبينيها إكليلا، وعلى عنقها مخانق الدر والجواهر، وتخوتمت بأنواع الخواتيم، وجاء وهب وقال لعبد المطلب: يا سيدي أقدم على العروس (2)، فقام عبد المطلب إلى العروس وهي كأنها فلقة قمر من حسنها، وتقدم عبد المطلب إلى السرير وقبله وقبل عين العروس، فقال عبد المطلب لولده عبد الله: اجلس يا ولدي معها على السرير وافرح برؤيتها، قال: فرفع عبد الله قدمه وصعد إلى السرير، وقعد إلى جنب العروس، وفرح عبد المطلب، وكان من عبد الله إلى أهله ما يكون من الرجال إلى النساء،

(1) في المصدر زيادة هي: وواحدة تمسها بالماء.
(2) الوشى: الثياب المنقوشة.
(3) في المصدر: إلى العروس.
(٢٨٢)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، الزوجة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست