بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٣٩
أهل البيت، يا أمير المؤمنين ابسط يدك أبايعك بأني (1) أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا " عبده ورسوله، وأشهد أنك خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله في أمته، ووصيه وشاهده على خلقه، وحجته في أرضه، وأن الاسلام دين الله، وأني أبرء من كل دين خالف دين الاسلام، فإنه دين الله الذي اصطفاه لنفسه، ورضيه لأوليائه، وإنه دين عيسى ابن مريم عليه السلام ومن كان قبله من أنبياء الله ورسله، وهو الذي دان به من مضى من آبائي، وإني أتولاك وأتولى أوليائك، وأبرء من عدوك، وأتولى الأئمة من ولدك، وأبرء من عدوهم وممن خالفهم وبرئ منهم وادعى حقهم، وظلمهم من الأولين والآخرين، ثم تناول يده فبايعه، ثم قال له أمير المؤمنين عليه السلام: ناولني كتابك، فناوله إياه، وقال علي عليه السلام لرجل من أصحابه: قم مع الرجل فأحضر ترجمانا يفهم كلامه فلينسخه لك بالعربية، فلما أتاه به قال لابنه الحسن: يا بني ايتني بالكتاب الذي دفعته إليك، يا بني اقرأه، وانظر أنت يا فلان في نسخة هذا الكتاب فإنه خطي بيدي، وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله، فقرأه فما خالف حرفا " واحدا " ليس فيه تقديم ولا تأخير، كأنه إملاء رجل واحد على رجلين، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: الحمد لله الذي لو شاء لم تختلف الأمة ولم تفترق، والحمد لله الذي لم ينسني، ولم يضع أمري، ولم يخمل ذكري عنده وعند أوليائه، إذ صغر وخمل عنده ذكر أولياء الشيطان وحزبه، ففرح بذلك من حضر من شيعة علي عليه السلام وشكر (2) كثير ممن حوله حتى عرفنا ذلك في وجوههم وألوانهم (3).
58 - وقال السيد ابن طاوس روح الله روحه في كتاب سعد السعود: وجدت في صحف إدريس النبي عليه السلام فيما خاطب الله به إبليس وأنظره إلى يوم الوقت المعلوم، قال: و انتخبت لذلك الوقت عبادا " لي امتحنت قلوبهم للايمان - إلى أن قال -: أولئك أوليائي، اخترت لهم نبيا " مصطفى، وأمينا " مرتضى، فجعلته لهم نبيا " ورسولا "، وجعلتهم له أولياء وأنصارا "، تلك أمة اخترتها لنبيي المصطفى، وأميني المرتضى، ثم قال: ونظر آدم إلى

(١) في المصدر: فانى.
(٢) وشكروا كثيرا خ ل وفي المصدر: وشكر وساء ذلك كثير ممن حوله حتى عرفنا ذلك في وجوههم وألوانهم.
(٣) كتاب سليم بن قيس: ١٢٢ - 125.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست