بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٣٤
قال: بل ينقطع برسول مرسل، يأتي بالحق والعدل، بين أهل الدين والفضل، يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل، قال: وما يوم الفصل؟ قال: يوم يجزى فيه الولاة، يدعى فيه من السماء بدعوات، يسمع منها الاحياء والأموات، ويجمع الناس للميقات، يكون فيه لمن اتقى الفوز والخيرات، قال: أحق ما تقول ياشق؟ قال: إي ورب السماء والأرض، وما بينهما من رفع وخفض، إنما أنبأتك لحق ما فيه أمض (1).
بيان: قال في النهاية: قيل: الحنش: ما أشبه رأسه رؤوس الحيات من الوزغ و الحرباء وغيرهما، وقيل: الاحناش: هو أم الأرض، ومنه حديث سطيح: أحلف بما بين الحرتين من حنش، وفي القاموس: الجرش: بالتحريك: بلد بالأردن، وقال: أمض كفرح: لم يبال من المعاتبة، وعزيمته ماضية في قلبه، وكذا إذا أبدى لسانه غير ما يريده (2).
56 - كنز الكراجكي: روى أن رجلا " حدث رسول الله صلى الله عليه وآله فقال في حديثه:
خرجت في طلب بعير لي ضل، فوجدته في ظل شجرة يهش من ورقها، فدنوت منه فزممته واستويت على كوره (3)، ثم اقتحمت واديا فإذا " أنا بعين خرارة (4)، وروضة مدهامة (5)، وشجرة عادية (6)، وإذا أنا بقس قائما " يصلي بين قبرين، قد اتخذ له بينهما مسجدا "، قال: فلما انفتل (7) من صلاته قلت له: ما هذان القبران؟ فقال: هذان قبرا أخوين كانا لي، يعبدان الله عز وجل معي في هذا المكان، فأنا أ عبد الله بينهما إلى أن ألحق بهما، قال: ثم التفت إلى القبرين فجعل يبكي وهو يقول:

(1) كنز الكراجكي: 85 - 86، وأخرجه أيضا ابن هشام في سيرته 1: 11 - 13.
(2) قال ابن هشام في السيرة: أمض يعنى شكا، هذا بلغة حمير، وقال أبو عمرو: أمض أي باطل.
(3) الكور: رحل البعير، أو الرحل بأداته.
(4) الخرارة: الكثير الخرير، والخرير: صوت الماء.
(5) أي خضراء تضرب إلى السواد نعمة وريا.
(6) أي مرتفعة بحيث تجاوزت عن حدها.
(7) أي انصرف.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست