بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٤١
ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، أمته الحامدون، يكبرون الله على كل نجد، ويحمدونه في كل منزل، يتأزرون على أنصافهم، ويتوضؤون على أطرافهم، مناديهم يناديهم في جو السماء، صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء، لهم بالليل دوي كدوي النحل، مولده بمكة، ومهاجره بطابة، وملكه بالشام (1).
أقول: وذكر بشائر كثيرة في كتابه لا نطيل الكلام بإيرادها، وفي ما ذكرناه كفاية.
60 - مقتضب الأثر في النص على الاثني عشر لأحمد بن محمد بن عياش، عن محمد بن لاحق بن سابق الأنباري، عن جده سابق بن قرين، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبيه، عن الشرقي بن قطامي، عن تميم بن وهلة المري، عن الجارود بن المنذر العبدي (2) وكان نصرانيا " فأسلم عام الحديبية وحسن إسلامه، وكان قارئا " للكتب، عالما " بتأويلها على وجه الدهر وسالف العصر، بصيرا " بالفلسفة والطب، ذا رأي أصيل، ووجه جميل، أنشأ يحدثنا في إمارة عمر بن الخطاب قال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وآله في رجال من عبد القيس ذوي أحلام وأسنان، فصاحة وبيان، وحجة وبرهان، فلما بصروا به صلى الله عليه وآله راعهم منظره ومحضره، وأفحموا عن بيانهم وعن بهم العروآء (3) في أبدانهم، فقال زعيم القوم لي: دونك من أقمت بنا أممه (4)، فما نستطيع كلمة (5)، فاستقدمت دونهم إليه ووقفت بين يديه، وقلت: السلام عليك يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، ثم أنشأت أقول (شعر):

(1) المنتقى في مولود المصطفى: الباب الثاني. قوله: ملكه بالشام لا يخلو عن غرابة، وكعب الأحبار متهم في ذلك.
(2) هكذا في الكتاب ومصدره، وفي سيرة ابن هشام: قال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الجارود بن عمرو بن حنش أخو عبد القيس، قال ابن هشام: الجارود:
ابن بشر بن المعلى في وفد عبد القيس، وكان نصرانيا اه‍ قلت: وقال اليعقوبي في تاريخه: وقدمت عبد القيس ورئيسهم الأشبح العصرى، ثم وفد الجارود بن المعلى.
(3) عزلهم العرواء خ ل. وفي المصدر وكنز الكراجكي: اعتراهم العرواء. والعرواء بالضم: مس الحمى.
(4) في المصدر: دونك من أقمت بنا أقمه فما نستطيع أن نكلمه.
(5) أن نكلمه خ ل.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست