33 - الخرائج: روى عن زيد بن سلام أن جده أبا سلام حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وآله بينما هو في البطحاء قبل النبوة فإذا هو برجلين عليهما ثياب سفر، فقالا: السلام عليك، فقال لهما النبي صلى الله عليه وآله: وعليكما السلام، فقال أحدهما لصاحبه: لا إله إلا الله ما لقيت أحدا منذ ولدتني أمي يرد السلام قبلك، وقال الآخر: سبحان الله ما لقيت رجلا " يسلم منذ ولدتني أمي، فقال له الراكب: هل في القرية رجل (1) يدعى أحمد؟ فقال: ما فيها أحمد ولا محمد غيري، قال: من أهلها أنت؟ قال: نعم من أهلها، وولدت فيها، فضرب ذراع راحلته وأناخها، ثم كشف عن كتف رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نظر إلى الخاتم الذي بين كتفيه، فقال: أشهد أنك رسول الله، وتبعث بضرب رقاب قومك، فهل من زاد تزودني؟
فأتاه بخبز وتميرات، فجعلهن في ثوبه حتى أتى صاحبه، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى حمل لي نبي الله الزاد في ثوبه، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: هل من حاجة سوى هذا؟
قال: تدعو الله أن يعرف بيني وبينك يوم القيامة، فدعا له، ثم انطلق.
وفي كتب الله المتقدمة: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس، فقال له ربه: قل الحمد لله، ثم قال له ربه (2): يرحمك ربك (3)، ائت أولئك الملا من الملائكة وقل لهم:
السلام عليكم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم قال له ربه: هذه تحيتك و تحية ذريتك.
34 - الخرائج: روي أنه سئل ابن عباس: بلغنا أنك تذكر سطيحا " وتزعم أن الله خلقه ولم يخلق من ولد آدم شيئا " يشبهه، قال: نعم، إن الله خلق سطيحا " الغساني لحما " على وضم، والوضم شرائج (4) من جرائد النخل، وكان يحمل على وضم، ويؤتى به حيث يشاء، ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والعنق، وكان يطوى من رجليه إلى ترقوته، كما يطوى الثوب، ولم يكن يتحرك منه شئ سوى لسانه، فلما أراد الخروج