بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢١٣
سنين، وبعث إلى الصين بأمواله، وخلف أخا " بالمدائن لرستم فأتى لقتال المسلمين، ونزل بالقادسية، وقتل بها، فبلغ ذلك يزدجرد فهرب إلى سجستان وقتل هناك.
وقال في التوراة: أحمد عبدي المختار، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب (1) في الأسواق، ولا يجزئ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، وهجرته طيبة، وملكه بالشام، وأمته الحامدون، يحمدون الله على كل نجد (2)، ويسبحونه في كل منزل، ويقومون على أطرافهم وهم رعاة الشمس (3)، مودتهم في جو السماء (4)، صفهم في الصلاة وصفهم في القتال سواء، رهبان بالليل، أسد بالنهار، لهم دوي كدوي النحل، يصلون الصلاة حيثما أدركهم الصلاة.
ومما أوحى الله إلى آدم: أنا الله ذو بكة، أهلها جيرتي، وزوارها وفدي وأضيافي، أعمره بأهل السماء وأهل الأرض، يأتونه أفواجا " شعثا " غبرا، يعجون بالتكبير والتلبية، فمن اعتمره لا يريد غيره فقد زارني، وهو وفد لي، ونزل بي، وحق لي أن أتحفه بكرامتي، أجعل ذلك البيت ذكره وشرفه ومجده وسنائه لنبي من ولدك يقال له: إبراهيم، أبني له قواعده، وأجري على يديه عمارته، وأنبط له سقايته، وأريه حله وحرمه، واعلمه مشاعره، ثم يعمره الأمم والقرون حتى ينتهي إلى نبي من ولدك يقال له: محمد وهو خاتم النبيين، فأجعله من سكانه وولاته (5).
ومن أعلامه اسمه، إن الله حفظ اسمه حتى لم يسم باسمه أحد قبله صيانة من الله لاسمه، ومنع منه (6) كما فعل بيحيى بن زكريا، (لم نجعل له من قبل سميا)، وكما

(1) الفظ: الغليظ السئ الخلق الخشن الكلام الصخاب: الشديد الصياح.
(2) النجد: ما أشرف من الأرض وارتفع.
(3) أي هم يرقبون الشمس متى تزول فيصلون. والمراد المحافظة على مواقيت الصلاة.
(4) يرونها في جو السماء خ ل ظ.
(5) الخرائج.. لم نجدها فيه بتفصيله: نعم فيه: منها (أي من المعجزات) ما وجدت في كتب الأنبياء قبله من تصديقه ووصفه بصفاته وإظهار علاماته، والدلالة على وقته ومكانه وولادته وأحوال آبائه وأمهاته اه‍ ولم يذكر بعد ذلك تفصيلها، والظاهر أن النسخة المطبوعة ناقصة وكانت النسخة التي عند المصنف تامة، وذكر العلامة الرازي في الذريعة أنه رأى نسخة في مكتبة سلطان العلماء بطهران تخالف المطبوع.
(6) ومنعه منه خ ل:
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست