بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٥ - الصفحة ٢٢٠
رجل من القوم معهم يحدث أصحابه يقول: رأيت في النوم أن الناس حشروا، وأن الأمم تمر كل أمة مع نبيها، ومع كل نبي نوران يمشي بينهما، ومع كل من اتبعه نور يمشى به حتى مر محمد صلى الله عليه وآله في أمته، فإذا ليس معه شعرة إلا وفيها نوران من رأسه وجلده، ولا من اتبعه من أمته إلا ومعه نوران مثل الأنبياء فقال كعب: والتفت إليهما (1) ما هذا الذي يحدث به؟ فقال: رؤيا رأيتها، فقال (2): والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق إنه لفي كتاب الله كما رأيت.
39 - الخرائج: روي أن زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل، فقال لزيد: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ قال: من بنية إبراهيم قال: وما تلتمس؟ قال: الدين، قال: ارجع فإنه يوشك أن يظهر الذي (3) تطلب في أرضك، فرجع يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه، وكان يقول: أنا على دين إبراهيم عليه السلام، وأنا ساجد على نحو البنية التي بناها إبراهيم عليه السلام، وكان يقول:
إنا ننتظر نبيا " من ولد إسماعيل من ولد عبد المطلب.
40 - الخرائج: روي عن جرير بن عبد الله البجلي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وآله بكتابه إلى ذي الكلاع وقومه، فدخلت عليه فعظم كتابه وتجهز وخرج في جيش عظيم، وخرجت معه، فبينما نسير إذ رفع إلينا دير راهب، فقال: أريد هذا الراهب، فلما دخلنا عليه سأله أين تريد؟ قال: هذا النبي الذي خرج في قريش، وهذا رسوله، قال الراهب: لقد مات هذا الرسول، فقلت: من أين علمت بوفاته؟ قال: إنكم قبل أن تصلوا إلي كنت أنظر في كتاب دانيال، مررت بصفة محمد ونعته وأيامه وأجله، فوجدت أنه توفي في هذه الساعة، فقال ذو الكلاع: أنا أنصرف، قال جرير: فرجعت فإذا رسول الله توفي ذلك اليوم (4).

(1) أي إلى القائل ومخاطبه.
(2) أي كعب بن ماتع.
(3) الدين الذي خ ل.
(4) الخرائج: 222.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست