أبان بن عثمان، عن أبي جميلة، عن جابر بن يزيد، عن عبد الرحمن بن الحارث البرادي (1) عن ابن أبي أوفى (2) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: خرج ثلاثة نفر يسيحون في الأرض، فبينما هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتى بدت صخرة من أعلى الجبل حتى التقت باب الكهف، فقال بعضهم: يا عباد الله والله لا ينجيكم منها وبقيتم فيه إلا أن تصدقوا عن الله، فهلموا ما عملتم خالصا لله، فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني طلبت جيدة لحسنها وجمالها وأعطيت فيها مالا ضخما حتى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة ذكرت النار فقمت عنها فرقا منك (3) فارفع عنا هذه الصخرة، قال: فانصدعت حتى نظروا إلى الضوء.
ثم قال آخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت قوما كل رجل منهم بنصف درهم فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم فقال رجل: لقد عملت عمل رجلين والله لا آخذ إلا درهما ثم ذهب وترك ماله عندي فبذرت بذلك النصف الدرهم في الأرض فأخرج الله به رزقا وجاء صاحب النصف الدرهم فأراده فدفعت إليه عشرة آلاف درهم حقه، فإن كنت تعلم أنما فعلت ذلك مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة، قال: فانفرجت حتى نظر بعضهم إلى بعض.
ثم قال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أن أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما بقصعة من لبن فخفت أن أضعه فيقع فيه هامة وكرهت أن أنبههما من نومهما فيشق ذلك عليهما فلم أزل بذلك حتى استيقظا فشربا اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء لوجهك فارفع عنا هذه الصخرة، فانفرجت حتى سهل الله لهم المخرج. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من صدق الله نجا. (4)