بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٩٢
لموسى عليه السلام وتعريضات إلى ما يريده من تذكيره لمنن سابقة لله عز وجل (1) نبهه عليها وعلى مقدارها من الفضل، ذكره بخرق السفينة أنه حفظه في الماء حين ألقته أمه في التابوت وألقت التابوت في اليم وهو طفل ضعيف لا قوة له، فأراد بذلك أن الذي حفظك في التابوت الملقى في اليم هو الذي يحفظهم في السفينة، وأما قتل الغلام فإنه كان قد قتل رجلا في الله عز وجل، وكانت تلك زلة عظيمة عند من لم يعلم أن موسى عليه السلام نبي، فذكره بذلك منة عليه حين دفع عنه كيد من أراد قتله به، وأما إقامة الجدار من غير أجر فإن الله عز وجل ذكره بذلك فضله فيما أتاه في ابنتي شعيب حين سقى لهما وهو جائع ولم يبتغ على ذلك أجرا مع حاجته إلى الطعام، فنبهه الله عز وجل على ذلك ليكون شاكرا مسرورا، (2) وأما قول الخضر لموسى عليه السلام: " هذا فراق بيني وبينك " فإن ذلك كان جهة موسى عليه السلام حيث قال: " إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني " فموسى عليه السلام هو الذي حكم بالمفارقة لما قال له: " فلا تصاحبني " وإن موسى عليه السلام اختار سبعين رجلا من قومه لميقات ربه فلم يصبروا بعد سماع كلام الله عز وجل حتى تجاوزوا الحد بقولهم: " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة " فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا، ولو اختارهم الله عز وجل لعصمهم، ولما اختار من يعلم منه تجاوز الحد، فإذا لم يصلح موسى عليه السلام للاختيار مع فضله ومحله فكيف تصلح الأمة لاختيار الامام بآرائها؟ وكيف يصلحون لاستنباط الاحكام واستخراجها بعقولهم الناقصة وآرائهم المتفاوتة وهممهم المتباينة وإراداتهم المختلفة؟! تعالى الله عن الرضى باختيارهم علوا كبيرا، وأفعال أمير المؤمنين عليه السلام مثلها مثل أفاعيل الخضر وهي حكمة وصواب وإن جهل الناس وجه الحكمة والصواب فيها. (3) 6 - علل الشرائع: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين ابن علوان، عن الأعمش، عن عباية الأسدي قال: كان عبد الله بن العباس جالسا على شفير

(1) في المصدر: لمنن سابقة لله عز وجل عليه.
(2) لم يسند محمد بن عبد الله هذه الأمور والإشارات إلى رواية ولا حديث، بل هي نتيجة ذوقه واستفادته، فلا يصح الجزء بأنها أريدت من الآيات وأن الله تعالى أراد تذكير موسى بها.
(3) علل الشرائع: 32 و 33.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435