بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٩٣
زمزم يحدث الناس، فلما فرغ من حديثه أتاه رجل فسلم عليه، ثم قال: يا عبد الله إني رجل من أهل الشام، فقال: أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منكم، سل عما بدا لك، فقال: يا عبد الله بن عباس إني جئتك أسألك عمن قتله علي بن أبي طالب من أهل لا إله إلا الله لم يكفروا بصلاة ولا بحج ولا بصوم شهر رمضان ولا بزكاة، فقال له عبد الله: ثكلتك أمك، سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك، فقال: ما جئتك أضرب إليك من حمص للحج ولا للعمرة، ولكني أتيتك لتشرح لي أمر علي بن أبي طالب وفعاله، فقال له: ويلك إن علم العالم صعب لا يحتمله (1) ولا تقربه القلوب الصدئة، أخبرك أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان مثله في هذه الأمة كمثل موسى والعالم عليهما السلام، وذلك أن الله تبارك وتعالى قال في كتابه: " يا موسي إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين * وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ " فكان موسى يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له، كما ترون أنتم أن علماءكم قد أثبتوا جميع الأشياء. فلما انتهى موسى إلى ساحل البحر فلقي العالم فاستنطق بموسى ليضل علمه (2) ولم يحسده كما حسدتم أنتم علي بن أبي طالب وأنكرتم فضله، فقال له موسى عليه السلام: " هل أتبعك على أن تعلمني (3) مما علمت رشدا " فعلم العالم أن موسى لا يطيق بصحبته و لا يصبر على علمه فقال له: " إنك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " فقال له موسى: " ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا " فعلم العالم أن موسى لا يصبر على علمه فقال: " فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا " قال: فركبا في السفينة فخرقها العالم، وكان خرقها لله عز وجل رضى وسخطا لموسى، (4) ولقي الغلام فقتله فكان قتله لله عز وجل رضى وسخطا لموسى، وأقام الجدار

(1) في نسخة: لا تحمله.
(2) في المصدر: " ليصل علمه " بالصاد المهملة، أي ليصل موسى علم الخضر وينتهي إليه.
(3) هكذا في النسخ وفى المصدر. وفى المصحف الشريف: " أن تعلمن " باسقاط الياء، نعم قرأ " تعلمني " باثبات الياء وصلا نافع وأبو عمرو، وفى الحالتين ابن كثير.
(4) في نسخة وفى المصدر: وسخط ذلك موسى. وكذا فيما بعده.
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435