بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٨٠
وكذلك اليد اليسرى مع الرجل اليمنى، قيل: أول من قطع الرجل وصلب فرعون صلبهم في جذوع النخل على شاطئ نهر مصر " إنا إلى ربنا منقلبون " راجعون إلى ربنا بالتوحيد والاخلاص، والانقلاب إلى الله هو الانقلاب إلى جزائه، وغرضهم التسلي في الصبر على الشدة لما فيه من المثوبة مع مقابلة وعيده بوعيد أشد منه وهو عقاب الله " وما تنقم منا " أي وما تطعن علينا وما تكره منا إلا إيماننا بالله وتصديقنا بآياته التي جاءتنا " ربنا أفرغ علينا صبرا " أي اصبب علينا الصبر عند القطع والصلب حتى لا نرجع كفارا " وتوفنا مسلمين " أي وفقنا للثبات على الاسلام إلى وقت الوفاة، قالوا: فصلبهم فرعون من يومه فكانوا أول النهار كفارا سحرة، وآخر النهار شهداء بررة، وقيل أيضا: إنه لم يصل إليهم وعصمهم الله منه.
" وقال الملا من قوم فرعون " لما أسلم السحرة " أتذر موسى وقومه " أي أتتركهم أحياء ليظهروا خلافك ويدعوا الناس إلى مخالفتك ليغلبوا عليك فيفسد به ملكك، وروي عن ابن عباس أنه لما آمن السحرة أسلم من بني إسرائيل ستة مائة ألف نفس واتبعوه " قال موسى لقومه " قال ابن عباس: كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل، فلما كان من أمر موسى ما كان أمر بإعادة القتل عليهم، فشكا ذلك بنو إسرائيل إلى موسى فعند ذلك قال:
" استعينوا بالله " في دفع بلاء فرعون عنكم " واصبروا " على دينكم " يورثها من يشاء " أي ينقلها إلى من يشاء نقل المواريث " والعاقبة للمتقين " أي تمسكوا بالتقوى فإن حسن العاقبة في الدارين للمتقين " قالوا " أي بنو إسرائيل لموسى: " أوذينا من قبل أن تأتينا " أي عذبنا فرعون بقتل الأبناء واستخدام النساء قبل أن تأتينا بالرسالة " ومن بعد ما جئتنا " أيضا، ويتوعدنا ويأخذ أموالنا ويكلفنا الاعمال الشاقة فلم ننتفع بمجيئك، وهذا يدل على أنه جرى فيهم القتل والتعذيب مرتين. قال الحسن: كان فرعون يأخذ الجزية قبل مجئ موسى وبعده من بني إسرائيل، وهذا كان استبطاء منهم لما وعدهم موسى من النجاة، فجدد لهم عليه السلام الوعد " قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم " وعسى من الله موجب (1) " ويستخلفكم في الأرض " أي يملككم ما كانوا يملكونه في الأرض من بعدهم " فينظر كيف تعملون " شكرا لما منحكم.

(1) في المصدر: قال الزجاج: عسى من الله طمع واشفاق الا ما يطمع الله فيه فهو واجب.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435