بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٣٩٤
دعاهم إلى الله تعالى فلم يزدهم إلا طغيانا، فآلى الله (1) على نفسه أن يهلك الملك والزانية إن لم يتوبوا إليه، وأخبرهما بذلك، فاشتد غضبهم عليه وهموا بتعذيبه وقتله، فهرب، منهم فلحق بأصعب جبل فبقي فيه وحده سبع سنين، يأكل من نبات الأرض وثمار الشجر والله يخفي مكانه، فأمرض الله ابنا للملك مرضا شديدا حتى يئس منه، وكان أعز ولده إليه، فاستشفعوا إلى عبدة الصنم ليستشفعوا له فلم ينفع، (2) فبعثوا الناس إلى حد الجبل الذي فيه إلياس عليه السلام فكانوا يقولون: اهبط إلينا واشفع لنا، فنزل إلياس من الجبل و قال: إن الله أرسلني إليكم وإلى من ورائكم، فاسمعوا رسالة ربكم، يقول الله: ارجعوا إلى الملك فقولوا له: إني أنا الله لا إله إلا أنا إله بني إسرائيل الذي خلقهم، وأنا الذي أرزقهم وأحييهم وأميتهم وأضرهم وأنفعهم، وتطلب الشفاء لابنك من غيري؟ فلما صاروا إلى الملك وقصوا عليه القصة امتلأ غيظا فقال:
ما الذي منعكم أن تبطشوا به حين لقيتموه وتوثقوه وتأتوني به فإنه عدوي، قالوا:
لما صار معنا قذف في قلوبنا الرعب عنه، فندب (3) خمسين من قومه من ذوي البطش و أوصاهم بالاحتيال له وإطماعه في أنهم آمنوا به ليغتر بهم فيمكنهم من نفسه، فانطلقوا حتى ارتقوا ذلك الجبل الذي فيه إلياس عليه السلام ثم تفرقوا فيه وهم ينادونه بأعلى صوتهم ويقولون: يا نبي الله ابرز لنا فإنا آمنا بك، فلما سمع إلياس مقالتهم طمع في إيمانهم فكان في مغازة فقال: اللهم إن كانوا صادقين فيما يقولون فأذن لي في النزول إليهم، وإن كانوا كاذبين فاكفنيهم وارمهم بنار تحرقهم، فما استتم قوله حتى حصبوا بالنار من فوقهم فاحترقوا، فبلغ الملك خبرهم فاشتد غيظه فانتدب كاتب امرأته المؤمن وبعث معه جماعة إلى الجبل وقال له: قد آن أن أتوب، فانطلق لنا إليه حتى يرجع إلينا يأمرنا

(1) أي حلف.
(2) في العرائس ما حاصله: فلما طال عليه المرض قالوا: إن في ناحية الشام آلهة أخرى فابعث إليها ولعلها أن تشفع لك إلى بعل فإنه غضبان عليك، ولولا غضبه عليك لكان قد أجابك وشفى مرض ابنك، فقال لاجب: لأي شئ غضب على؟ قالوا: من أجل أنك لم تقتل الياس حتى نجا سالما وهو كافر بإلهك.
(3) أي وجه خمسين من قومه.
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435