لبكائك، فقال: نعم ذكرت إلياس النبي عليه السلام وكان من عباد أنبياء بني إسرائيل، فقلت كما كان يقول في سجوده، ثم اندفع فيه (1) بالسريانية فما رأينا والله قسا ولا جاثليقا (2) أفصح لهجة منه به، ثم فسره لنا بالعربية فقال: كان يقول في سجوده: " أتراك معذبي وقد أظمأت لك هو أجري؟ أتراك معذبي وقد عفرت لك في التراب وجهي؟ أتراك معذبي وقد اجتنبت لك المعاصي؟ أتراك معذبي وقد أسهرت لك ليلي؟ " قال: فأوحى الله إليه: أن ارفع رأسك فإني غير معذبك قال: فقال: إن قلت: لا أعذبك ثم عذبتني ماذا؟ ألست عبدك وأنت ربي؟ فأوحى الله إليه: أن ارفع رأسك فإني غير معذبك، فإني إذا وعدت وعدا وفيت به. (3) 2 - قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق بإسناده عن وهب بن منبه، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن يوشع بن نون بوأ بني إسرائيل الشام بعد موسى عليه السلام وقسمها بينهم فسار منهم سبط ببعلبك بأرضها، وهو السبط الذي منه إلياس النبي، فبعثه الله إليهم وعليهم يومئذ ملك (4) فتنهم بعبادة صنم يقال له بعل، وذلك قوله: " وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين * فكذبوه " وكان للملك زوجة فاجرة يستخلفها إذا غاب فتقضي بين الناس، وكان لها كاتب حكيم قد خلص من يدها ثلاث مائة مؤمن كانت تريد قتلهم، ولم يعلم على وجه الأرض أنثى أزنى منها، وقد تزوجت سبعة ملوك من بني إسرائيل حتى ولدت تسعين ولدا سوى ولد ولدها، وكان لزوجها جار صالح من بني إسرائيل، وكان له بستان يعيش به إلى جانب قصر الملك، وكان الملك يكرمه، فسافر مرة فاغتنمت امرأته وقتلت العبد الصالح وأخذت بستانه غصبا من أهله وولده، وكان ذلك سبب سخط الله عليهم، فلما قدم زوجها أخبرته الخبر فقال لها: ما أصبت، فبعث الله إلياس النبي يدعوهم إلى عبادة الله فكذبوه وطردوه وأهانوه وأخافوه، وصبر عليهم واحتمل أذاهم و
(٣٩٣)