بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٠٥
بضعة لحم على الشمس لنضجت، فلما رأى الأبيض ذلك انتزع يده من يده ويئس منه أن يغضب، فأنزل الله تعالى جل وعلا قصته على نبيه ليصبر على الأذى كما صبر الأنبياء عليهم السلام على البلاء. (1) بيان: لعله سقط من أول الخبر شئ، ورأيت في بعض الكتب هكذا: لما كبر اليسع عليه السلام قال: لو أني استخلفت رجلا يعمل على الناس في حياتي فأنظر كيف يعمل فجمع الناس فقال لهم: من يتقبل مني ثلاثا (2) أستخلفه بعدي: أن يصوم النهار و يقول الليل ولا يغضب، فقام رجل تزدريه الأعين (3) فقال: أنا، فرده، ثم قال في اليوم الثاني كذلك، فسكت الناس وقام ذلك الرجل وقال: أنا، فاستخلفه، فجعل إبليس (4) يقول للشياطين: عليكم بفلان، وساق الحديث نحوا مما مر. (5) أقول: فظهر أن القائل نبي آخر غير ذي الكفل، والقائل الذي وفى بالعهد ولم يغضب هو ذو الكفل عليه السلام.
2 - قصص الأنبياء: الصدوق، عن الدقاق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ وهل كان من المرسلين؟ فكتب صلوات الله وسلامه عليه: بعث الله تعالى جلى ذكره مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبيا، المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وإن ذا الكفل منهم صلوات الله عليهم، وكان بعد سليمان بن داود عليه السلام، وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، ولم يغضب إلا لله عز وجل، وكان اسمه عويديا وهو الذي ذكره الله تعالى جلت عظمته في كتابه حيث قال: " واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار ". (6)

(1) قصص الأنبياء مخطوط. وفى نسخة: على البلايا.
(2) في العرائس: من يتكفل لي بثلاث.
(3) أي تحتقره.
(4) وفيه أيضا سقط، وصحيحه على ما في العرائس: قال: فلما رأى إبليس ذلك جعل يقول للشياطين: عليكم بفلان.
(5) ذكر الثعلبي في العرائس: 147 نحوه، وفى آخره: فسمى ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به.
(6) قصص الأنبياء مخطوط.
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست