بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٥٥
وقال مقاتل: على بغلة شهباء عليها سرج من الذهب عليها الأرجوان ومعه أربعة آلاف فارس (1) عليهم وعلى دوابهم الأرجوان، ومعه ثلاثة آلاف جارية بيض (2) عليهن الحلي والثياب الحمر على البغال الشهب، فتمنى أهل الجهالة مثل الذي أوتيه، كما حكى الله، فوعظهم أهل العلم بالله أن اتقوا الله (3) فإن ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا.
قال: ثم إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن يأمر قومه أن يعلقوا في أرديتهم خيوطا أربعة في كل طرف خيطا أخضر، لونه لون السماء. فدعا موسى بني إسرائيل وقال لهم:
إن الله تعالى يأمركم أن تعلقوا في أرديتكم خيوطا خضراء كلون السماء لكي تذكروا ربكم إذا رأيتموها وإنه تعالى ينزل من السماء كلامه عليكم. (4) فاستكبر قارون وقال:
إنما تفعل هذه الأرباب بعبيدهم لكي يتميزوا من غيرهم، ولما قطع موسى عليه السلام ببني إسرائيل البحر جعل الحبورة (5) وهي رئاسة المذبح وبيت القربان لهارون، فكان بنو إسرائيل يأتون بهديتهم ويدفعونه إلى هارون فيضعه على المذبح فتنزل نار من السماء فتأكله فوجد قارون في نفسه من ذلك، وأتى موسى وقال: يا موسى لك الرسالة، ولهارون الحبورة ولست في شئ من ذلك وأنا أقرء للتوراة منكما لا صبر لي على هذا، فقال موسى: والله ما أنا جعلتها في هارون بل الله تعالى جعلها له: فقال قارون: والله لا أصدقك في ذلك حتى تريني بيانه، قال: فجمع موسى عليه السلام رؤساء بني إسرائيل وقال: هاتوا عصيكم، فجاؤوا بها فحزمها (6) وألقاها في قبته التي كان يعبد الله تعالى فيها، وجعلوا يحرسون عصيهم حتى أصبحوا، فأصبحت عصا هارون عليه السلام قد اهتز لها ورق أخضر، وكانت من ورق شجر اللوز، فقال موسى: يا قارون ترى هذا؟ (7) فقال قارون: والله ما هذا بأعجب مما تصنع من السحر،

(1) في المصدر: ومعه ألف فارس.
(2) في المصدر: ومعه ستمائة جارية بيض.
(3) في نسخة: ان تتقوا الله.
(4) المصدر خلى عن تلك الجملة.
(5) في المصدر: " الحبارة " وكذا فيما يأتي.
(6) فحزمها بالحاء المهملة والزاي المعجمة: شد بعضها ببعض، أو بالخاء المعجمة أيضا أي جعل في كل منها علامة. منه رحمه الله.
(7) في المصدر: يا قارون ترى هذا من فعلى.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435