القبضة فيها وقال: كن عجلا جسدا له خوار فكان، ويقال: إن الذي قال لبني إسرائيل:
إن الغنيمة لا تحل لكم هو السامري فصدقوه فدفعوها إليه، فصاغ منها عجلا في ثلاثة أيام، فقذف فيه القبضة فحي وخار خورة.
وقال السدي: كان يخور ويمشي، فلما أخرج السامري العجل وكان من ذهب مرصع بالجوهر كأحسن ما يكون فقال: " هذا إلهكم وإله موسى فنسي " أي أخطأ الطريق وتركه ههنا وخرج يطلبه فلذلك أبطأ عنكم. وفي بعض الروايات: إنه لما قذف القبضة فيها أشعر العجل وعدا وخار وصار له لحم ودم.
ويروى أن إبليس ولج وسطه فخار ومشى، ويقال: إن السامري جعل مؤخر العجل إلى حائط وحفر في الجانب الآخر في الأرض وأجلس فيه إنسانا فوضع فمه على دبره وخار و تكلم بما تكلم به فشبه على جهالهم حتى أظلهم، وقال: إن موسى قد أخطأ ربه فأتاكم ربكم ليريكم أنه قادر على أن يدعوكم إلى نفسه بنفسه وإنه لم يبعث موسى لحاجة منه إليه وإنه قد أظهر لكم العجل ليكلمكم من وسطه كما كلم موسى من الشجرة، فافتتنوا به إلا اثني عشر ألفا، وكان مع هارون ستمائة ألف، فلما رجع موسى وقرب منهم سمع اللغط (1) حول العجل وكانوا يزفنون ويرقصون حوله، ولم يخبر موسى أصحابه السبعين بما أخبره ربه من حديث العجل، فقالوا: هذا قتال في المحلة؟ فقال موسى عليه السلام: ولكنه صوت الفتنة افتتن القوم بعدنا بعبادة غير الله، فلما رآهم وما يصنعون ألقى الألواح من يده فتكسرت، فصعد عامة الكلام الذي كان فيها ولم يبق منها إلا سدسها، ثم أعيدت له في لوحين، عن ابن عباس.
وعن تميم الداري: قال: قلت يا رسول الله: مررت بمدينة صفتها كيت وكيت قريبة من ساحل البحر، فقال رسول الله: تلك أنطاكية أما إن في غار من غير أنها رضاض (2) من ألواح موسى، وما من سحابة شرقية ولا غربية تمر بها إلا ألقت عليها من بركاتها، ولن تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من أهل بيتي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما