بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٢٣٣
تشكرون تلك النعمة على أسلافكم وعليكم بعدهم. ثم قال عليه السلام: وإنما عفا الله عز وجل عنهم لأنهم دعوا الله بمحمد وآله الطيبين، وجددوا على أنفسهم الولاية لمحمد وعلي وآلهما الطاهرين، فعند ذلك رحمهم الله وعفا عنهم. ثم قال عز وجل: " وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون " قال: واذكروا إذا آتينا موسى الكتاب وهو التوراة الذي اخذ على بني إسرائيل الايمان به (1) والانقياد لما يوجبه، والفرقان آتيناه أيضا فرق ما بين الحق والباطل وفرق ما بين المحقين والمبطلين، وذلك أنه لما أكرمهم الله (2) بالكتاب والايمان به والانقياد له أوحى الله بعد ذلك إلى موسى: يا موسى هذا الكتاب قد أقروا به وقد بقي الفرقان، فرق ما بين المؤمنين والكافرين والمحقين والمبطلين، فجدد عليهم العهد به، فإني آليت على نفسي قسما حقا لا أتقبل من أحد إيمانا ولا عملا إلا مع الايمان به، قال موسى عليه السلام: ما هو يا رب؟ قال الله عز وجل: يا موسى تأخذ على بني إسرائيل أن محمدا خير البشر (3) وسيد المرسلين، وأن أخاه ووصيه عليا خير الوصيين، وأن أولياءه الذين يقيمهم سادة الخلق، وأن شيعته المنقادين له المسلمين له أوامره ونواهيه ولخلفائه نجوم الفردوس الاعلى وملوك جنات عدن، قال: فأخذ موسى عليه السلام عليهم ذلك، فمنهم من اعتقده حقا، ومنهم من أعطاه بلسانه دون قلبه، وكان المعتقد منهم حقا يلوح على جبينه نور مبين، ومن أعطى بلسانه دون قلبه ليس له ذلك النور، فذلك الفرقان الذي أعطاء الله عز وجل موسى عليه السلام وهو فرق ما بين المحقين والمبطلين. ثم قال عز وجل: " لعلكم تهتدون " أي لعلكم تعلمون أن الذي به يشرف العبد عند الله عز وجل هو اعتقاد الولاية كما شرف به أسلافكم.
ثم قال الله عز وجل: " وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم

(1) في المصدر: وهو التوراة التي اخذ على بني إسرائيل الايمان بها.
(2) في نسخة: وذلك انهم لما أكرمهم الله.
(3) في المصدر: خير النبيين.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435