بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ١٥٤
إنهم جند مغرقون، فلما وصل فرعون قال لقومه: انظروا إلى البحر قد انفلق لهيبتي حتى أدرك أعدائي وعبيدي، ولم تكن في خيل فرعون أنثى فجاء جبرئيل على فرس أنثى وعليه عمامة سوداء وتقدمهم وخاض البحر وظن أصحاب فرعون أنه منهم، فلما سمعت الخيول ريحها اقتحمت البحر في أثرها، وجاء ميكائيل على فرس خلف القوم يشحذهم (1) ويقول لهم: الحقوا بأصحابكم، فلما أراد فرعون أن يسلك طريق البحر نهاه وزيره هامان وقال: إني قد أتيت هذا الموضع مرارا ومالي عهد بهذه الطرق، وإني لا آمن أن يكون هذا مكرا من الرجل يكون فيه هلاكنا وهلاك أصحابنا، فلم يطعه فرعون وذهب حاملا (2) على حصانه أن يدخل البحر، فامتنع ونفر حتى جاء جبرئيل على رمكة بيضاء فخاض البحر فتبعها حصان فرعون، فلما توافوا في البحر وهم أولهم بالخروج أمر الله البحر فالتطم عليهم فغرقهم أجمعين بمرأى من بني إسرائيل، قالوا: فلما سمعت بنو إسرائيل صوت التطام البحر قالوا لموسى: ما هذه الوجبة؟ (3) فقال لهم: إن الله سبحانه قد أهلك فرعون وكل من كان معه، فقالوا: إن فرعون لا يموت لأنه خلق خلق من لا يموت، ألم تر أنه كان يلبث كذا وكذا يوما لا يحتاج إلى شئ مما يحتاج إليه الانسان؟ فأمر الله سبحانه البحر فألقاه على نجوة من الأرض وعليه درعه حتى نظر إليه بنو إسرائيل.
ويقال: لو لم يخرجه الله تعالى ببدنه لشك فيه بعض الناس، فبعث موسى جندين عظيمين من بني إسرائيل كل جند اثنا عشر ألفا إلى مدائن فرعون، وهي يومئذ خالية من أهلها لم يبق منهم إلا النساء والصبيان والزمنى والمرضى والهرمى، وأمر على الجند بن يوشع بن نون وكالب بن يوفنا (4) فدخلوا بلاد فرعون فغنموا ما كان فيها من أموالهم و كنوزهم، وحملوا من ذلك ما استقلت به الحمولة (5) عنها، وما لم يطيقوا حملها باعوه من قوم آخرين، فذلك قوله تعالى: " كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام كريم *

(1) أي يسوقهم شديدا، وفى المصدر: يستحثهم.
(2) في المصدر: معاجلا. م (3) الوجبة: السقطة مع الهدة. أو صوت الساقط. وفى المصدر: هذه الضوضاء.
(4) تقدم الخلاف في ضبطه.
(5) أي ما أطاقته الحمولة.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435