الجنة، ولقوم بأرض النار. وقال الحسن: يحشرون على الأرض الساهرة وهي أرض غير هذه وهي أرض الآخرة، وفيها تكون جهنم، وتقدير الكلام: وتبدل السماوات غير السماوات، إلا أنه حذف لدلالة الظاهر عليه.
" وبرزوا لله " أي يظهرون من قبورهم للمحاسبة لا يسترهم شئ، وجعل ذلك بروزا لله تعالى لان حسابهم معه وإن كانت الأشياء كلها بارزة له " الواحد " الذي لا شبيه له ولا نظير " القهار " المالك الذي لا يضام يقهر عباده بالموت الزوام " وترى المجرمين " يعني الكفار " يومئذ " أي يوم القيامة " مقرنين في الأصفاد " أي مجموعين في الأغلال، قربت أيديهم بها إلى أعناقهم، وقيل: يقرن بعضهم إلى بعض، وقيل: مشدودين في قرن أي حبل من الأصفاد والقيود، وقيل: يقرن كل كافر مع شيطان كان يضله في غل من حديد " سرابيلهم " أي قميصهم " من قطران " (1) وهو ما يطلى به الإبل شئ أسود لزج منتن يطلون به فيصير كالقميص عليهم، ثم يرسل النار فيهم ليكون أسرع إليهم وأبلغ في الاشتعال وأشد في العذاب، وقرأ زيد عن يعقوب " من قطر آن " على كلمتين منونتين، وهو قراءة أبي هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير والكلبي وقتادة و عيسى الهمداني والربيع، قال ابن جني: القطر: الصفر والنحاس، والآن: الذي بلغ غاية الحر، وجوز الجبائي على القراءتين أن يسربلوا بسربالين: أحدهما من القطران، والآخر من القطر الآني " وتغشى وجوههم النار " أي تصيب وجوههم النار لا قطران عليها.
وفي قوله عز وجل: " تجادل عن نفسها ": أي تخاصمه الملائكة عن نفسها و تحتج بما ليس فيه حجة، فيقول: " والله ربنا ما كنا مشركين " ويقول أتباعهم: " ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار " ويحتمل أن يكون المراد أنها تحتج عن نفسها بما تقدر به إزالة العقاب عنها.
وفي قوله تعالى: " وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ": معناه: وإنا مخربون