بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٧١
هذا دلالة على أن أهل الآخرة غير مكلفين، خلافا لما يقوله النجار وجماعة لأنهم لو كانوا مكلفين لما كان لقولهم: أخرنا إلى أجل قريب وجه، ولكان ينبغي لهم أن يؤمنوا فيتخلصوا من العقاب إذا كانوا مكلفين " وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم " هذا توبيخ لهم وتعنيف أي وسكنتم ديار من كذب الرسل قبلكم فأهلكهم الله فعرفتم ما نزل بهم من البلاء والهلاك والعذاب " وضربنا لكم الأمثال " وبينا لكم الأشباه وأخبرنا كم بأحوال الماضين قبلكم لتعتبروا بها فلم تعتبروا، وقيل:
الأمثال ما ذكر في القران مما يدل على أنه تعالى قادر على الإعادة كما أنه قادر على الانشاء، وقيل: هي الأمثال المنبهة على الطاعة، الزاجرة عن المعصية " وقد مكروا مكرهم " أي بالأنبياء قبلك، وقيل: عني بهم كفار قريش الذين دبروا في أمر النبي صلى الله عليه وآله، ومكروا بالمؤمنين " وعند الله مكرهم " أي جزاء مكرهم " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " أي أن مكرهم وإن بلغ كل مبلغ فلا يزيل دين الله " فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله " أي ما وعدهم به من النصر والظفر " إن الله عزيز " أي ممتنع بقدرته من أن ينال باهتضام " ذو انتقام " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " قيل: فيه قولان: أحدهما أن المعنى: تبدل صورة الأرض وهيئتها عن ابن عباس، فقد روي عنه أنه قال: تبدل آكامها وآجامها وجبالها وأشجارها والأرض على حالتها وتبقى أرضا بيضاء كالفضة لم يسفك عليها دم ولم تعمل عليها خطيئة، وتبدل السماوات فيذهب بشمسها وقمرها ونجومها، وكان ينشد:
فما الناس بالناس الذين عهدتهم * ولا الدار بالدار التي كنت أعرف ويعضده ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يبدل الله الأرض غير الأرض والسماوات فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي " لا ترى فيها عوجا ولا أمتا " ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الأولى: ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان على ظهرها على ظهرها.
والآخر أن المعنى: تبدل الأرض وتنشأ أرض غيرها والسماوات كذلك تبدل بغيرها وتفنى هذه، عن الجبائي وجماعة من المفسرين، وفي تفسير أهل البيت عليهم السلام
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326