ليكون أهول، فإن الأهوال تشبه بظلل الغمام، وقال الزجاج: معناه: يأتيهم الله بما وعدهم من الحساب والعذاب كما قال: " وآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " " والملائكة " أي يأتيهم الملائكة " وقضي الامر " أي فرغ من الامر وهو المحاسبة وإنزال أهل الجنة الجنة وأهل النار النار " وإلى الله ترجع الأمور " أي إليه ترد الأمور في سؤاله عنها ومجازاته عليها.
وفي قوله تعالى: " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا ": اختلف في كيفية وجود العمل محضرا فقيل: تجد صحائف الحسنات والسيئات، وقيل: ترى جزاء عملها من الثواب والعقاب، فأما أعمالهم فهي أعراض قد بطلت لا يجوز عليها الإعادة فتستحيل أن ترى محضرة.
وفي قوله: " أمدا بعيدا ": أي غاية بعيدة أي تود أنها لم تكن فعلتها.
وفي قوله تعالى: " يأت بما غل يوم القيمة ": معناه أنه يأتي به حاملا على ظهره، كما روي في حديث طويل: ألا لا يغلن أحد بعيرا فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء، (1) ألا لا يغلن أحد فرسا فيأتي يوم القيامة به على ظهره له حمحمة (2) فيقول: يا محمد يا محمد، فأقول: قد بلغت قد بلغت قد بلغت، فلا أملك لك من الله شيئا. وقال البلخي: يجوز أن يكون ما تضمنه الخبر على وجه المثل كأن الله إذا فضحه يوم القيامة جرى ذلك مجرى أن يكون حاملا له وله صوت، والأولى أن يكون معناه: ومن يغلل يوافي بما غل يوم القيامة، فيكون حمل غلوله على عنقه أمارة يعرف بها وذلك حكم الله في كل من وافى يوم القيامة بمعصية لم يتب منها وأراد الله سبحانه أن يعامله بالعدل أظهر عليه من معصيته علامة تليق بمعصيته ليعلمه أهل القيامة بها، ويعلموا سبب استحقاقه العقوبة، وكذا كل من وافى القيامة بطاعة فإنه سبحانه يظهر من طاعته علامة يعرف بها.
وفي قوله تعالى: " ولقد جئتمونا ": قيل: هذا من كلام الله تعالى إما عند الموت أو البعث، وقيل: من كلام الملائكة يؤدونه عن الله تعالى إلى الذين يقبضون أرواحهم