بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٥٧
القيامة ينادي فيه بعضهم بعضا للاستغاثة، أو يتصايحون بالويل والثبور، أو يتنادى أصحاب الجنة وأصحاب النار كما حكي في الأعراف " يوم تولون " عن الموقف " مدبرين " منصرفين عنه إلى النار، وقيل: فارين عنها " ما لكم من الله من عاصم " يعصمكم من عذابه.
وفي قوله تعالى: " أزفت الآزفة ": (1) دنت الساعة الموصوفة بالدنو في نحو قوله: " اقتربت الساعة ليس لها من دون الله كاشفة " ليس لها نفس قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله لكنه لا يكشفها، أو الآن بتأخيرها إلا الله، أوليس لها كاشفة لوقتها إلا الله، إذ لا يطلع عليه سواه، أوليس لها من غير الله كشف على أنها مصدر كالعافية.
وفي قوله تعالى: " اقتربت الساعة وانشق القمر ": روي أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله آية فانشق القمر، وقيل: سينشق القمر يوم القيامة، ويؤيد الأول أنه قرئ: وقد انشق القمر أي اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها انشقاق القمر.
وفي قوله: " يوم يجمعكم ليوم الجمع ": أي لأجل ما فيه من الحساب والجزاء، والجمع جمع الملائكة والثقلين " ذلك يوم التغابن " يغبن فيه بعضهم بعضا لنزول السعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء وبالعكس، مستعار من تغابن التجار.
وفي قوله: " الحاقة " أي الساعة أو الحالة التي تحق وقوعها، أو التي تحق فيها الأمور أي تعرف حقيقتها، أو تقع فيها حواق الأمور من الحساب والجزاء على الاسناد المجازي، وهي مبتدء خبرها: " ما الحاقة " وأصله: ما هي؟ أي أي شئ هي؟ على التعظيم لشأنها والتهويل لها، فوضع الظاهر موضع المضمر " وما أدريك ما الحاقة " أي أي شئ أعلمك ما هي؟ أي أنك لا تعلم كنهها فإنها أعظم من أن يبلغها دراية أحد، " كذبت ثمود وعاد بالقارعة " (2) بالحالة التي تقرع الناس بالافزاع والاجرام بالانفطار والانتشار، وإنما وضعت موضع ضمير الحاقة زيادة في وصف شدتها.
وفي قوله: " إن أدري ": ما أدري " أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا " غاية تطول مدتها.

(1) سميت الآزفة لقربها مأخوذ من الأزف وهو ضيق الوقت.
(2) القارعة: الداهية. النكبة المهلكة. القيامة، لعلها سميت بها لأنها تقرع القلوب بأهوالها.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326