بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٣٠٠
لم يكن لكم مال فمن جاهكم تبذلونه لاخوانكم المؤمنين تجرون به إليهم المنافع، وتدفعون به عنهم المضار " تجدوه عند الله " ينفعكم الله تعالى بجاه محمد وآله الطيبين يوم القيامة فيحط به عن سيئاتكم، ويضاعف به حسناتكم، ويرفع به درجاتكم - وساق الحديث إلى أن قال -: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عباد الله أطيعوا الله في أداء الصلوات المكتوبات والزكوات المفروضات، وتقربوا بعد ذلك إلى الله بنوافل الطاعات، فإن الله عز وجل يعظم به المثوبات، والذي بعثني بالحق نبيا إن عبدا من عباد الله ليقف يوم القيامة موقفا يخرج عليه من لهب النار أعظم من جميع جبال الدنيا حتى ما يكون بينه وبينها حائل، بينا هو كذلك إذ تطاير من الهواء (1) رغيف أو حبة فضة قد واسى بها أخا مؤمنا على إضافته فتنزل حواليه فتصير كأعظم الجبال مستديرا حواليه، وتصد عنه ذلك اللهب، فلا يصيبه من حرها ولا دخانها شئ إلى أن يدخل الجنة، قيل: يا رسول الله وعلى هذا يقع مواساته لأخيه المؤمن؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا إنه لينفع بعض المؤمنين بأعظم من هذا، وربما جاء يوم القيامة من تمثل له سيئاته وحسناته وإساءته (2) إلى إخوانه المؤمنين - وهي التي تعظم وتتضاعف فتمتلئ بها صحائفه - وتفرق حسناته على خصمائه المؤمنين المظلومين بيده ولسانه، فيتحير ويحتاج إلى حسنات توازي سيئاته، فيأتيه أخ له مؤمن قد كان أحسن إليه في الدنيا فيقول له: قد وهبت لك جميع حسناتي بإزاء ما كان منك إلي في الدنيا، فيغفر الله له بها، ويقول لهذا المؤمن: فأنت بماذا تدخل جنتي؟ فيقول: برحمتك يا رب: فيقول الله:
جدت عليه بجميع حسناتك ونحن أولى بالجود منك والكرم، وقد تقبلتها عن أخيك وقد رددتها عليك وأضعفتها لك، فهو أفضل أهل الجنان. (3) 52 - أمالي الصدوق: بإسناده عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من صام من رجب يومين لم يصف الواصفون من أهل السماء والأرض ماله عند الله من الكرامة، وكتب

(1) في التفسير المطبوع: بينا هو كذلك قد تحير إذا تطاير بين الهواء.
(2) في التفسير المطبوع: من تمثل له سيئاته وإساءته اه‍.
(3) في التفسير المطبوع: فهو من أفاضل أهل الجنان.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326