بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٢
وقال في قوله تعالى: " وأنذر ": أي عظ وخوف " به " أي بالقرآن، وقيل: بالله " الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم " يريد المؤمنين يخافون يوم القيامة وما فيها من شدة الأهوال، وقيل: معناه يعلمون، وقيل: يخافون أن يحشروا علما بأنه سيكون عن الفراء، قال: ولذلك فسره المفسرون بيعلمون، وإنما خص الذين يخافون الحشر لان الحجة عليهم أوجب لاعترافهم بالمعاد، وقال الصادق عليه السلام:
أنذر بالقرآن من يرجون الوصول إلى ربهم برغبتهم فيما عنده، فإن القرآن شافع مشفع.
وقال في قوله: " ثم ردوا إلى الله ": أي إلى الموضع الذي لا يملك الحكم فيه إلا هو " موليهم الحق " أي أمره كله حق لا يشوبه باطل، وجد لا يجاوره هزل، فيكون مصدرا وصف به، وقيل: الحق بمعنى المحق، وقيل: الثابت الباقي الذي لا فناء له، وقيل: معناه: ذو الحق يريد أن أفعاله وأقواله حق، وقال: " لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون " معناه: لكي يؤمنوا بجزاء ربهم فسمي الجزاء لقاء الله تفخيما لشأنه مع ما فيه من الايجاز والاختصار، وقيل: معنى اللقاء الرجوع إلى ملكه وسلطانه يوم لا يملك أحد سواه شيئا.
وقال في قوله تعالى: " فيها تحيون ": أي في الأرض تعيشون " ومنها تخرجون " عند البعث يوم القيامة، قال الجبائي: في الآية دلالة على أن الله سبحانه يخرج العباد يوم القيامة من هذه الأرض التي حيوا فيها بعد موتهم، وأنه يفنيها بعد أن يخرج العباد منها في يوم الحشر، فإذا أراد إفناءها زجرهم منها زجرة فيصيرون إلى أرض أخرى يقال لها: الساهرة. ويفني هذه كما قال: " فإذا هم بالساهرة ".
وقال في قوله: " كما بدأكم تعودون " أي ليس بعثكم بأشد من ابتدائكم، أو كما بدأكم لا تملكون شيئا كذلك تبعثون يوم القيامة، ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: تحشرون يوم القيامة عراة حفاة عزلا " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين " وقيل: معناه: تبعثون على ما متم عليه: المؤمن على إيمانه، والكافر على كفره عن، ابن عباس وجابر.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326