بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ١٦٣
ملك الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت رهان أمانك؟ فيقول: نعم، فيقول الملك: فبماذا؟ فيقول: بحبي محمدا وآله، وبولايتي علي بن أبي طالب وذريته، فيقول: أما ما كنت تحذر فقد آمنك الله منه، وأما ما كنت ترحو فقد أتاك الله به، افتح عينيك فانظر إلى ما عندك، قال: فيفتح عينيه فينظر إليهم واحدا واحدا، ويفتح له باب إلى الجنة فينظر إليها، فيقول له: هذا ما أعد الله لك، وهؤلاء رفقاؤك، أفتحب اللحاق بهم أو الرجوع إلى الدنيا؟ قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما رأيت شخوصه (1) ورفع حاجبيه إلى فوق من قوله: لا حاجة لي إلى الدنيا ولا الرجوع إليها؟ ويناديه مناد من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته: يا أيتها النفس المطمئنة إلى محمد ووصية والأئمة من بعده ارجعي إلى ربك راضية بالولاية، مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي مع محمد وأهل بيته وادخلي جنتي غير مشوبة. " ص 210 " بيان: قوله عليه السلام: ولكن أكنوا عن اسم فاطمة أي لا تصرحوا باسمها عليها السلام لئلا يصير سببا لانكار الضعفاء من الناس.
قوله عليه السلام: من قوله: لا حاجة أي رفع حاجبيه إشارة إلى الاباء والامتناع عن الرجوع إلى الدنيا. قوله عليه السلام: غير مشوبة أي حال كون الجنة غير مشوبة بالمحن والآلام.
32 - تفسير فرات بن إبراهيم: محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان، معنعنا عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: سمع الإفريقي يقول: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المؤمن: أيستكره على قبض روحه؟ قال: لا والله، قلت: وكيف ذاك؟ قال: لأنه إذا حضره ملك الموت جزع، فيقول له ملك الموت: لا تجزع فوالله لأنا أبر بك وأشفق (2) من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك وانظر، قال: ويتهلل له رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن و الحسين والأئمة من بعدهم والزهراء عليهم الصلاة والسلام، قال: فينظر إليهم فيستبشر بهم،

(1) شخص الشئ: ارتفع. شخص بصره: فتح عينيه فلم يطرف، شخص الميت بصره وببصره:
رفعه. وفى المصدر: شخصه.
(2) في المصدر: واشفق عليك. م
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316