بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦ - الصفحة ١٦٢
المؤمنين لقد أمرضنا بكاؤك وأمضنا وشجانا، (1) وما رأيناك قد فعلت مثل هذا الفعل قط، فقال: كنت ساجدا ادعوا ربي بدعاء الخيرات في سجدتي فغلبني عيني فرأيت رؤيا هالتني وأقلقتني، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله قائما وهو يقول: يا أبا الحسن طالت غيبتك فقد اشتقت إلى رؤياك، وقد أنجز لي ربي ما وعدني فيك. فقلت يا رسول الله وما الذي أنجز لك في؟ قال: أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك وذريتك في الدرجات العلى في عليين، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله فشيعتنا؟ قال: شيعتنا معنا، وقصورهم بحذاء قصورنا، ومنازلهم مقابل منازلنا، قلت: يا رسول الله فما لشيعتنا في الدنيا؟
قال: الامن والعافية، قلت: فما لهم عند الموت؟ قال: يحكم الرجل في نفسه ويؤمر ملك الموت بطاعته، قلت: فما لذلك حد يعرف؟ قال: بلى، إن أشد شيعتنا لنا حبا يكون خروج نفسه كشرب أحدكم في يوم الصيف الماء البارد الذي ينتقع به القلوب وإن سائرهم ليموت كما يغبط أحدكم على فراشه كأقر ما كانت عينه بموته.
31 - تفسير فرات بن إبراهيم: أبو القاسم العلوي معنعنا عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يستكره المؤمن على خروج نفسه؟ قال: فقال: لا والله، قال: قلت: وكيف ذاك، قال: إن المؤمن إذا حضرته الوفاة حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وجميع الأئمة عليهم الصلاة والسلام، - ولكن أكنوا عن اسم فاطمة - ويحضره جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل (2) عليهم السلام، قال: فيقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: يا رسول الله إنه كان ممن يحبنا ويتولانا فأحبه، قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل إنه ممن كان يحب عليا وذريته فأحبه، وقال جبرئيل لميكائيل وإسرافيل عليهم السلام مثل ذلك، ثم يقولون جميعا لملك الموت: إنه ممن كان يحب محمدا وآله ويتولى عليا وذريته فارفق به قال فيقول ملك الموت: والذي اختاركم وكرمكم واصطفى محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة، وخصه بالرسالة لأنا أرفق به من والد رفيق، وأشفق عليه من أخ شفيق، ثم قام إليه

(1) أمضه الامر: أحرقه وشق عليه. أمضه الجرح ونحوه: أوجعه. وشجا الرجل: أحزنه.
(2) في المصدر: وعزرائيل وملك الموت. م
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (بقية أبواب العدل) * باب 19 عفو الله تعالى وغفرانه وسعة رحمته ونعمه على العباد، وفيه 17 حديثا. 1
3 باب 20 التوبة وأنواعها وشرائطها، وفيه 78 حديثا. 11
4 باب 21 نفي العبث وما يوجب النقص من الاستهزاء والسخرية والمكر والخديعة عنه تعالى، وتأويل الآيات فيها، وفيه حديثان. 49
5 باب 22 عقاب الكفار والفجار في الدنيا، وفيه تسعة أحاديث. 54
6 باب 23 علل الشرائع والأحكام، الفصل الأول: العلل التي رواها الفضل بن شاذان. 58
7 الفصل الثاني: ما ورد من ذلك برواية ابن سنان. 93
8 الفصل الثالث: في نوادر العلل ومتفرقاتها. 107
9 * أبواب الموت * باب 1 حكمة الموت وحقيقته، وما ينبغي أن يعبر عنه، وفيه خمسة أحاديث 116
10 باب 2 علامات الكبر، وأن ما بين الستين إلى السبعين معترك المنايا، وتفسير أرذل العمر، وفيه تسعة أحاديث. 118
11 باب 3 الطاعون والفرار منه، وفيه عشرة أحاديث. 120
12 باب 4 حب لقاء الله وذم الفرار من الموت، وفيه 46 حديثا. 124
13 باب 5 ملك الموت وأحواله وأعوانه وكيفية نزعه للروح، وفيه 18 حديثا 139
14 باب 6 سكرات الموت وشدائده، وما يلحق المؤمن والكافر عنده، وفيه 52 حديثا. 145
15 باب 7 ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الأئمة عليهم السلام عند ذلك وعند الدفن وعرض الأعمال عليهم صلوات الله عليهم، وفيه 56 حديثا 173
16 باب 8 أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله وسائر ما يتعلق بذلك، وفيه 128 حديثا. 202
17 باب 9 في جنة الدنيا ونارها، وفيه 18 حديثا. 282
18 باب 10 ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر، وفيه خمسة أحاديث. 293
19 * أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 1 أشراط الساعة، وقصة يأجوج ومأجوج، وفيه 32 حديثا. 295
20 باب 2 نفخ الصور وفناء الدنيا وأن كل نفس تذوق الموت، وفيه 16 حديثا 316