وقال محمد بن علي عليه السلام: قيل لعلي بن الحسين عليه السلام: ما الموت؟ قال: للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة، وفك قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح، وأوطئ المراكب، وآنس المنازل، وللكافر كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل وأعظم العذاب.
وقيل لمحمد بن علي عليه السلام: ما الموت؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة، إلا أنه طويل مدته، لا ينتبه منه إلا يوم القيامة، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره ومن أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه؟
هذا هو الموت فاستعدوا له. " ص 83 " بيان: النكد الشدة والعسر. والثبور: الهلاك:
10 - معاني الأخبار: المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد العسكري، عن آبائه عليهم السلام قال: دخل موسى بن جعفر عليه السلام على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا فقالوا له: يا بن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف حال صاحبنا؟
فقال: الموت هو المصفاة تصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم، وتصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم، وأما صاحبكم هذا فقد نخل (1) من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية، وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد. " ص 83 - 84 " 11 - معاني الأخبار: بهذا الاسناد، عن محمد بن علي عليه السلام قال: مرض رجل من أصحاب الرضا عليه السلام فعاده فقال: كيف تجدك؟ قال: لقيت الموت بعدك - يريد ما لقيه من شدة مرضه - فقال: كيف لقيته؟ فقال: أليما شديدا، فقال: ما لقيته إنما لقيت ما ينذرك به، ويعرفك بعض حاله، إنما الناس رجلان: مستريح بالموت، ومستراح به منه،