بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤ - الصفحة ٤٠
وصاحب الطاق (1) والميثمي (2) يقولون: إنه أجوف إلى السرة والباقي صمد، فخر ساجدا ثم قال: سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك فمن أجل ذلك وصفوك، سبحانك لو عرفوك لو صفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن شبهوك بغيرك إلهي لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك، ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين. (3) ثم التفت إلينا فقال: ما توهمتم من شئ فتوهموا الله غيره. ثم قال: نحن آل محمد النمط الوسطى الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي، يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين نظر إلى عظمة ربه كان في هيئة الشاب الموفق وسن أبناء ثلاثين سنة، يا محمد عظم ربي وجل أن يكون في صفة المخلوقين.
قال: قلت: جعلت فداك من كانت رجلاه في خضرة؟ قال: ذاك محمد صلى الله عليه وآله كان إذا نظر إلى ربه بقلبه جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب، إن نور الله

(١) هو محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر، الملقب بمؤمن الطاق، وشاه الطاق، ويلقبه المخالفون بشيطان الطاق، كان ثقة متكلما حاذقا حاضر الجواب، له مناظرات مع أبي حنيفة و حكايات، قال النجاشي: أما منزلته في العلم وحسن الخاطر فأشهر، وقد نسب إليه أشياء لم تثبت عندنا.
(٢) لقب لجماعة من الأصحاب: منهم أحمد بن الحسن بن إسماعيل، وعلي بن إسماعيل، وعلى ابن الحسن، ومحمد بن الحسن بن زياد وغيرهم وحيث أطلق فلابد في تشخيصه من الرجوع إلى القرائن، ويحتمل قويا بقرينة موضوع الحديث بل يتعين كون الميثمي الواقع في الحديث هو على ابن إسماعيل الذي ترجمة النجاشي في ص ١٧٦ من رجاله بقوله: علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحيى التمار، أبو الحسن مولى بنى أسد كوفي، سكن البصرة، وكان من وجوه المتكلمين من أصحابنا كلم أبا الهذيل والنظام، له مجالس وكتب: منها كتاب الإمامة، كتاب الطلاق، كتاب النكاح، كتاب مجالس هشام بن الحكم، كتاب المتعة. انتهى. وقيل: كان في زمان الكاظم عليه السلام من الفضلاء المعروفين والمتكلمين المتدققين وربما يظهر أنه كان من تلامذة هشام. قلت: توجد جملة من حجاجه ومناظراته مع أبي الهذيل العلاف وضرار في مسألة الإمامة في ص ٥ و ٩ و ٥٢ من الطبعة الثانية من الفصول المختارة، ومع رجل نصراني ورجل ملحد وغيره في ص 31 و 39 و 44، فما في الوافي من أن الميثمي هذا هو أحمد بن الحسن مما لم نجد عليه دليلا بل الشاهد قائم على خلافه.
(3) وفي نسخة: فلا تجعلني مع القوم الظالمين.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * (أبواب تأويل الآيات والاخبار الموهمة لخلاف ما سبق) * باب 1 تأويل قوله تعالى: خلقت بيدي، وجنب الله، ووجه الله، ويوم يكشف عن ساق، وأمثالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 تأويل قوله تعالى: ونفخت فيه من روحي، وروح منه، وقوله صلى الله عليه وآله: خلق الله آدم على صورته، وفيه 14 حديثا. 11
4 باب 3 تأويل آية النور، وفيه سبعة أحاديث. 15
5 باب 4 معنى حجرة الله عز وجل، وفيه أربعة أحاديث. 24
6 باب 5 نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها، وفيه 33 حديثا. 26
7 * (أبواب الصفات) * باب 1 نفي التركيب واختلاف المعاني والصفات، وأنه ليس محلا للحوادث والتغييرات، وتأويل الآيات فيها، والفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال، وفيه 16 حديثا. 62
8 باب 2 العلم وكيفيته والآيات الواردة فيه، وفيه 44 حديثا. 74
9 باب 3 البداء والنسخ، وفيه 70 حديثا. 92
10 باب 4 القدرة والإرادة، وفيه 20 حديثا. 134
11 باب 5 أنه تعالى خالق كل شيء، وليس الموجد والمعدم إلا الله تعالى وأن ما سواه مخلوق، وفيه خمسة أحاديث. 147
12 باب 6 كلامه تعالى ومعنى قوله تعالى: قل لو كان البحر مدادا، وفيه أربعة أحاديث. 150
13 * أبواب أسمائه تعالى وحقائقها وصفاتها ومعانيها * باب 1 المغايرة بين الاسم والمعنى وأن المعبود هو المعنى والاسم حادث، وفيه ثمانية أحاديث. 153
14 باب 2 معاني الأسماء واشتقاقها وما يجوز إطلاقه عليه تعالى وما لا يجوز، وفيه 12 حديثا. 172
15 باب 3 عدد أسماء الله تعالى وفضل إحصائها وشرحها، وفيه ستة أحاديث. 184
16 باب 4 جوامع التوحيد، وفيه 45 حديثا. 212
17 باب 5 إبطال التناسخ، وفيه أربعة أحاديث. 320
18 باب 6 نادر، وفيه حديث. 322