من تقسم القلب؟ (1) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فإن الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد يقصد به باب الاعداد فهذا ما لا يجوز، لان ما لا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد أما ترى أنه كفر من قال إنه ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه وجل ربنا وتعالى عن ذلك. وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه كذلك ربنا، وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عز وجل.
معاني الأخبار: عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصر بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل السنجري، عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الشعراني العماري - من ولد عمار بن ياسر - عن أبي محمد عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي الآذني، عن أبي المقدام بن شريح ابن هاني، عن أبيه مثله.
بيان: التقسم: التفرق، والمعنى الأول المنفي هو الوحدة العددية بمعنى أن يكون له ثان من نوعه، والثاني أن يكون المراد به صنفا من نوع، فإن النوع يطلق في اللغة على الصنف، وكذا الجنس على النوع، فإذا قيل لرومي مثلا: هذا واحد من الناس بهذا المعنى يكون المعنى أن صنف هذا صنف من أصناف الناس، أو هذا من صنف من أصنافهم، ويحتمل أن يكون المراد بالأول الذي له ثان في الإلهية، وبالثاني الواحد من نوع داخل تحت جنس فالمراد أنه يريد به أي بالناس أنه نوع لهذا الشخص، ويكون ذكر الجنس لبيان أن النوع يستلزم الجنس غالبا فيلزم التركيب من الاجزاء العقلية. والمعنيان المثبتان: الأول منهما إشارة إلى نفي الشريك، والثاني منهما إلى نفي التركيب. وقوله:
في وجود أي في الخارج.