عاد إلى مثلها فاقتلوه. ووجه الدلالة: أنه لو كان نص لما كانت البيعة فلتة يستحق فاعلها القتل، بل كانت واجبة بفعلها الثواب.
ومما يدل أيضا على عدم النص ما نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة في خبر طويل رواه براء بن عازب، قال: فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والمغيرة حتى دخلوا على العباس، وذلك في الليلة الثانية من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، فحمد أبو بكر الله وأثنى عليه وقال: ان الله ابتعث لكم محمدا صلى الله عليه وآله، إلى قوله: فخلى على الناس أمورهم ليختاروا لأنفسهم متفقين غير مختلفين، فاختاروني عليهم واليا لأمورهم راعيا (1). وقد تقدم الخبر بطوله في بحث ابطال الاجماع.
ويناسب المقام الاتيان بما ذكره الغزالي وهو حجة الاسلام عندهم، في كتاب سر العالمين، في المقالة الرابعة في ترتيب الخلافة والمملكة، قال: اختلف العلماء في ترتيب الخلافة وتحصيلها لمن آل أمرها إليه، منهم من زعم أنها بالنص، ودليلهم قوله تعالى قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم اولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فان تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما (2) وقد دعاهم أبو بكر إلى الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فأجابوا.
وقال بعض المفسرين في قوله تعالى وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا (3) قال في الحديث: ان أبا بكر هو الخليفة من بعدي يا حميراء، وقالت امرأة: إذا فقدناك فإلى من نرجع؟ فأشار إلى أبي بكر، ولأنه أم بالمسلمين على بقاء رسول الله صلى الله عليه وآله، والإمامة عماد الخلافة.