لابنه: ويلك، أترى ما فعلت، أهذا جبن؟
قال: حاشا، لقد أعذرت بما فعلت.
قال [المصنف في رواية أخرى]:
فلما خرج أمير المؤمنين عليه السلام لطلب الزبير، خرج حاسرا والزبير دارعا مدججا.
فقال له عليه السلام: يا أبا عبد الله، لعمري لقد أعددت سلاحا وجندا، فهل أعددت لله عز وجل بعذر؟
قال: إن مردنا إلى الله عز وجل يفعل ما يشاء.
فقال عليه السلام: يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين (1).
فكر عنه راجعا نادما (2)، ورجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى أصحابه فرحا مسرورا.
فقالوا له: يا أمير المؤمنين، أتبرز إلى الزبير حاسرا وهو مستعد بالسلاح، ألست تعلم بشجاعته؟
قال: بلى، ولكنه ليس بقاتلي، وإنما يقتلني رجل خامل الذكر غيلة.