محاسبة النفس - الشيخ إبراهيم الكفعمي - الصفحة ١٩٠
على أن رزقت العبد منك هداية * أباحته (1) تخليصا من الكفر واقيا فأنت الذي أطعمتني وسقيتني * ولولاك كنت الدهر غرثان ظاميا وأنت الذي آمنت خوفي بحكمة * أيارجها (2) تلقاه للنصر شافيا 5 وأنت الذي أعززتني بعد ذلة * وصيرتني بعد الإذالة عاليا وأنت الذي أغنيتني بعد فاقتي * فأصبحت من جدوى جدائك ثاريا وأنت الذي في يوم كربي أغثتني * وقد كنت مكثورا (3) وللنصر ساليا وأنت الذي لما دعوتك مخلصا * بلا مرية حقا أجبت دعائيا وأنت الذي أوليتني منك عصمة * رأيت بها طرف المكاره خاسيا (4) 10 وفي أحسن التقويم ربي خلقتني * وسيرت لي في الخافقين (5) مساعيا وكم لك يا رب الأنام مواهبا * وكم منن تحكي الرياح السوافيا (6) ومن بعد هذا عن صراطك سيدي * تنكبت إذ ألفي لأمرك عاصيا فكم زلة أثبتها في صحائفي * وكنت بها أعلى (7) المعاصي راقيا وكم مأثم حقا تقمصت (8) قمصه * وكم من يد حسنا جعلت مساويا 15 وكم صهوة (9) في منكر امتطيتها * وكنت بميدان الهوى متماديا

(١) في أ: أتاحته.
(٢) في هامش المصباح: الأيارج: دواء كثير المنافع يستعمله الأطباء، وهنا استعارة.
(٣) في هامش المصباح: المكثور الذي كثر عليه العدو وفقد البصر.
(٤) أي: بعيدا وصاغرا. مجمع البحرين ١: ١٢١ خسا.
(٥) كذا في م، وفي أ: وصيرت في الخافقين.
(٦) أي: الرياح المسرعة التي تسقي التراب وتذروه. مجمع البحرين ١: ٢٣٠ سفا.
(٧) في المصباح: أوج، وفي الهامش: الأوج ضد الهبوط، وهو من الاصطلاحات، وأهمله الجوهري.
(٨) في هامش المصباح: قوله تقمصت، أي: استوليت عليه واستبددته، ومنه قول علي عليه السلام:
ولقد تقمصها فلان وفلان، قاله الكفعمي.
(٩) في هامش المصباح: قوله: وكم صهوة: مقعد الفارس، والامتطاء: الركوب.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 195 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 1
2 مقدمة المؤلف 5
3 ترجمة المؤلف 17
4 اسمه ونسبه 17
5 مشايخه 17
6 أقوال العلماء في حقه 18
7 مولده ووفاته 20
8 آثاره 23
9 حول الكتاب 29
10 اسم الكتاب 29
11 عملنا في الكتاب 30
12 مقدمة المؤلف 35
13 الحث على المحاسبة 36
14 النهي عن تضييع العمر 37
15 النهي عن المعصية 39
16 النهي عن الفرح بالنعيم الزائل 41
17 التصديق بيوم القيامة 44
18 المبادرة إلى صالح الأعمال 47
19 مغالبة الشهوة 47
20 الحث على التفرد 50
21 النهي عن الركون إلى الدنيا 51
22 الاستعداد ليوم القيامة 57
23 النهي عن طول الأمل 58
24 الاعتبار بمصارع الأموات 58
25 النهي عن الركون إلى المال 59
26 الحث على تقوى الله 60
27 بعض مساوئ الدنيا 61
28 موعظة أمير المؤمنين (ع) 65
29 النهي عن حب الرئاسة 68
30 الزهد في الدنيا 69
31 النهي عن طلب الجمع بين الدنيا والآخرة 70
32 الحث على لزوم مكارم الأخلاق 71
33 كيفية تقوى الله 74
34 نتائج مكارم الأخلاق ومساوئها 76
35 النهي عن مصاحبة الأشرار 81
36 نتائج الأعمال الحسنة والسيئة 84
37 النهي عن صحبة الدنيا بحال 90
38 النهي عن الفخر بالحسب 92
39 وصف عبد صالح 93
40 بيان مرض القلوب 96
41 تحذير وعبر لترك الدنيا 101
42 توبيخ النفس لارتكابها الأعمال السيئة 104
43 الاستعداد للآخرة 108
44 النهي عن الرياء 111
45 العمل الصالح يمهد في الجنة لصاحبه 112
46 وصف الجنان 115
47 فضل الفقير على الغني يوم القيامة 117
48 النهي عن جمود العين 119
49 وصف جهنم 120
50 تحذير النفس بالآيات القرآنية 121
51 التفكر في الموت وما بعده 126
52 وصف الجنة 129
53 وصف الأموات بعد الدفن 133
54 الاستيقاظ من الغفلة 134
55 الحث على المحاسبة 135
56 الاعتبار بالجنازة والقبر 138
57 نداء القبر 140
58 الحث على طلاق الدنيا 151
59 ما أوحاه الله إلى الدنيا 152
60 توطين النفس على ألم العبادة 153
61 مجاهدة النفس على أربع اقسام 155
62 النهي عن العجب 160
63 الحث على الذكر والحمد والشكر 162
64 الحث على الاستغفار 162
65 النهي عن الغيبة 164
66 وجوب اقتران العلم بالعمل 165
67 الحذر من اللسان 170
68 الحث على لزوم العزلة 171
69 الحث على الدعاء 185
70 الحث على الاستغاثة والصراخ 186
71 مناجاة أمير المؤمنين (ع) 186
72 المراحل التي تبعد عن الهوى 188
73 مناجاة للمؤلف تختم الكتاب 189