بها في الدنيا.
وما جاء في الخبر من قوله: " هن من الباقيات الصالحات " فمعناه - على ما ذكر -: ان تلك الكلمات من جملة ما ذكره الله سبحانه في القرآن المجيد وعبر عنه بالباقيات الصالحات وجعل ثوابه وامله خيرا من المال والبنين.
قوله: (بقية الله خير لكم) أي ما أبقى الله لكم من الحلال ولم يحرمه عليكم، فيه مقنع ورضى فذلك خير لكم.
قوله: (وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) أي في التابوت مما تكسر من الألواح التي كتب الله لموسى، وعصى موسى وثيابه، وعمامة هارون.
ويقال: " بقية مما ترك " رضاض قطع الألواح.
قوله: (أولوا بقية) أي أولوا تمييز وطاعة، يقال: " فلان بقية " أي فضل مما يمدح به.
والبقية: الرحمة، ومنه حديث وصفهم (ع): أنتم بقية الله في عباده " أي رحمة الله التي من الله بها على عباده.
وجمع البقية " بقايا " و " بقيات " مثل عطية وعطايا وعطيات.
وفي حديث النار: " لا تبقي على من تضرع إليها " أي لا ترحمه، من أبقيت عليه إبقاء: إذا رحمته وأشفقت عليه.
والاسم البقيا.
وبقي الشئ يبقى - من باب تعب - دام وثبت.
ويتعدى بالألف فيقال: " أبقيته ".
والاسم: " البقوى " بالفتح مع الواو و " البقيا " بالضم مع الياء.
قال في المصباح: ومثله الفتوى والفتيا والثنوى والثنيا، قال: وطي تبدل الكسرة فتحة فتقلب الياء ألفا، وكذلك كل فعل ثلاثي مثل بقي ونسي وفتي.. انتهى و " بقي من الدين كذا " فضل وتأخر و " تبقى " مثله.
والاسم: البقية.
وفي حديث ملك الموت لبني آدم:
" إن لتا فيكم بقية " يريد ما يبقى من