مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ١٢١
فالأقسام ثلاثة:
" الأول " - أن يكون عرضا، فقيل هو المزاج المعتدل، وقيل الحياة، وقيل تخاطيط الأعضاء وتشكل البدن.
" الثاني " - أن يكون جسما أو جسمانيا، فقيل الهيكل المحسوس، وقيل الأربعة. وقيل أحد العناصر الأربعة، فكل ذهب إليه قوم، وقال النظام جسم لطيف داخل البدن وقال الراوندي جزء لا يتجزى في القلب، وقيل الروح، وهو جسم مركب من نارية الاخلاط. والمحققون من المتكلمين قالوا: إنه أجزاء أصلية في البدن باقية من أول العمر إلى آخره، لا يتطرق إليها الزيادة والنقصان، ومن أحب الوقوف على دلائل هذه الأقوال فليطلبها من مظانها.
و " الانسان " على ما قيل مركب من صفات بهيمية وصفات سبعية وشيطانية وربوبية، فيصدر من البهيمة الشهوة والشره والفجور، ومن السبعية الغضب والحسد والعداوة والبغضاء، ومن الشيطانية المكر والحيلة والخداع، ومن الربوبية الكبر والعز وحب المدح. وأصول هذه الاخلاط هذه الأربع وقد عجنت في طينة الانسان عجنا محكما لا يكاد يتخلص منها، وإنما ينجو من ظلماتها بنور الايمان المستفاد من العقل والشرع، فأول ما يخلق في الآدمي البهيمية، فيغلب عليه الشره والشهوة كما في الصبي، ثم يخلق فيه السبعية فيغلب عليه المعاداة والمنافسة، ثم يخلق فيه الشيطانية فيغلب عليه المكر والخداع، ثم تظهر بعد ذلك صفات الربوبية وهو الكبر والاستيلاء، ثم بعد ذلك يخلق العقل فيه ويظهر الايمان، وهو من حزب الله وجنود الملائكة، وتلك الصفات من جنود الشيطان، وجنود العقل تكمل عند الأربعين ويبدو أصله عند البلوغ، وأما سائر جنود الشيطان تكون قد سبقت إلى القلب قبل البلوغ واستولت عليه وألفتها النفس واسترسلت في الشهوات متابعة لها إلى أن يرد نور العقل فيقوم القتال والتطارد في معركة القلب، فإن ضعف جند العقل ونور الايمان لم يقو على إزعاج جنود الشيطان، فتبقى جنود الشيطان مستقرة في القلب آخرا كما سبقت إلى النزول فيه أولا، وقد سلم للشيطان مملكة القلب.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614