جديب (1)، فأموا بمنزل (2) خصيب (3)، فاحتملوا وعثاء (4) الطريق، وفراق الصديق، ليأتوا سعة دارهم، ومنزل قرارهم، فليس يجدون لشئ من ذلك ألما، ولا يرون النفقة فيه مغرما، ولا شئ أحب إليهم مما قربهم إلى منزلهم، وأدناهم إلى محلهم.
يا نفس:
ومثل من اغتر بها، وحواها وصحبها، كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب، فنبا بهم منزل جديب، فلا شئ أكره إليهم ولا أفظع (5) لديهم إلى ما كانوا فيه، إلى ما يهجمون (6) عليه ويصيرون إليه.
يا نفس:
لو أعطيت في دنياك دينارا في سهر ليلة، لملت إلى ذلك ميلة وأية ميلة، خصوصا إذا كان في مزاح ولغو، وسماع ولهو، ولو أعطيت على سهرها لأداء نفل أو فرض، قصرا من الذهب يوم النشور والعرض، لكنت عن ذلك نائمة، وله غير رائمة (7)، فيا عجباه منك إذ تبتغي قصرا من قصار بدينار، وتستبدلي