واعلمي: أنه من كان مطيته الليل والنهار فإنه يسار به وإن كان مقيما قاطنا، ويقطع المسافة وإن كان واقفا ساكنا.
بيت:
إن الليالي للأنام (1) مناهل * تطوى وتنشر دونها الأعمار (2) أفبعد المشيب تخدعين بالزبيب، وقد علمت أن الموت قريب، وللنقص في كل يوم منك نصيب.
يا نفس:
لو رأيت قرب ما بقي من أجلك، لزهدت في طول أملك، ولرغبت في الزيادة من صالح عملك، ولقصرت من حرصك وحيلك، وإنما يلقاك غدا ندمك، لو زلت بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك، وفارقك الولد القريب، ورفضك الوالد والنسيب، فلا أنت إلى دنياك عائدة، ولا في حسناتك زائدة، فاعملي ليوم القيامة، قبل الحسرة والندامة.
يا نفس:
ألا تستحين من التوبيخ والتعنيف، على طول التسويف، والذي يدعوك إلى التسويف اليوم هو معك غدا، وإنما تزدادين بطول المدة ردى، وكلما فعلت