يا نفس:
وهكذا الفقيه الذي أحكم علم الطاعات ولم يعملها، وأتقن معرفة (١) الأخلاق المحمودة وأهملها، قال الله تعالى: ﴿قد أفلح من زكاها﴾ (2) ولم يقل:
قد أفلح من يعلم كيفية تزكيتها ومعناها، فعلم بلا عمل، كحمل على جمل، فكوني يا نفس عاملة، ولا تكوني حاملة، ولا تكوني كمن ينقل الوسوق (3) من السوق، ويحمل الشهد ولا يذوق، وعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر، وقوس بلا وتر.
بيت:
ترجو النجاة ولا تسلك مسالكها * إن السفينة لا تجري على اليبس يا نفس:
العلم في صدور الكسالى كشموع تلمع من بين يدي الضرير المحجوب، أو كعروس (4)، تزف إلى الخصي المجبوب، فمن الغبن يا نفس أن تري المياه جارية، ثم [تموتين] صادية (5).