محاسبة النفس - الشيخ إبراهيم الكفعمي - الصفحة ١٦٦
يا نفس:
وهكذا الفقيه الذي أحكم علم الطاعات ولم يعملها، وأتقن معرفة (١) الأخلاق المحمودة وأهملها، قال الله تعالى: ﴿قد أفلح من زكاها﴾ (2) ولم يقل:
قد أفلح من يعلم كيفية تزكيتها ومعناها، فعلم بلا عمل، كحمل على جمل، فكوني يا نفس عاملة، ولا تكوني حاملة، ولا تكوني كمن ينقل الوسوق (3) من السوق، ويحمل الشهد ولا يذوق، وعلم بلا عمل كشجر بلا ثمر، وقوس بلا وتر.
بيت:
ترجو النجاة ولا تسلك مسالكها * إن السفينة لا تجري على اليبس يا نفس:
العلم في صدور الكسالى كشموع تلمع من بين يدي الضرير المحجوب، أو كعروس (4)، تزف إلى الخصي المجبوب، فمن الغبن يا نفس أن تري المياه جارية، ثم [تموتين] صادية (5).

(١) في ب: وأيقن بمعرفة.
(٢) الشمس ٩١: ٩.
(٣) أي: الحمل. اللسان ١٠: ٣٧٩ وسق.
(٤) في أ، ب: أو كشموع، وما أثبتناه من ج، د، وهو الأنسب.
(٥) أي: عطشانة. مجمع البحرين ١: ٢٦٢ صدى.
(١٦٦)
مفاتيح البحث: السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست