(224) وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " لما أسرى بي إلى السماء ودخلت الجنة رأيت في وسطها قصرا من ياقوتة حمراء، فاستفتح لي جبرئيل بابه فدخلت القصر فرأيت فيها بيتا من درة بيضاء، فدخلت البيت فرأيت في وسطه صندوقا من نور مقفل بقفل من نور. فقلت: يا جبرئيل ما هذا الصندوق؟ وما فيه؟ فقال جبرئيل: يا حبيب الله فيه سر لا يعطيه الا لمن يحب، فقلت: افتح لي بابه؟ فقال:
أنا عبد مأمور فسئل ربك حتى يأذن في فتحه، فسألت الله، فإذا النداء من قبل الله يا جبرئيل افتح له بابه، ففتحه، فرأيت فيه الفقر والمرقعة، فقلت يا سيدي ومولاي ما هذا المرقع والفقر؟ فنوديت يا محمد هذان اخترتهما لك ولامتك من الوقت الذي خلقتهما ولا أعطيهما الا لمن أحب، وما خلقت شيئا أعز منهما، ثم قال (عليه السلام):
قد اختار الله لي الفقر والمرقع، وانهما أعز شئ عنده.
فلبسها النبي (صلى الله عليه وآله) وتوجه الله بها، فلما رجع من المعراج ألبسها عليا (عليه السلام) بإذن الله وأمره، فكان يلبسها ويرقعها بيده رقعة رقعة، حتى قال: والله رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، وألبسها بعده لابنه الحسن ثم الحسين (عليهما السلام) ثم لبسها أولاد الحسين (عليهم السلام)، فلبسها واحد بعد واحد حتى اتصلت بالمهدي (عليه السلام) فهي معه مع سائر مواريث الأنبياء (عليهم السلام) " (1) (2).