مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٦٥
فإن أحق ما يبدأ به تعظيم حق الله وكرامته، وكرامة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعظيم شأنه، وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه من بعده بقوله تعالى * (ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) * (1) وقال تبارك وتعالى * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) * (2) وهو أب لهم، ثم قال * (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا) * (3) فمن حرم نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لتحريم الله ذلك، فقد حرم ما حرم الله في كتابه من الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت، وما حرم الله من الرضاع (4) لأن تحريم ذلك كتحريم نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن استحل ما حرم الله عز وجل من نكاح ما حرم الله فقد أشرك بالله إذا اتخذ ذلك دينا.
وأما ما ذكرت أنهم (5) يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله عز وجل ودين رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إنما دينه أن يحل ما أحل الله، ويحرم ما حرم الله، وإن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه، والمتعة من الحج أحلهما ثم لم يحرمهما.

١ - الأحزاب ٣٣: ٥٣.
٢ - الأحزاب ٣٣: ٦.
٣ - النساء ٤: 22.
4 - اقتباس من قوله تعالى في سورة النساء آية 23 * (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم التي أرضعنكم وأخواتكم من الرضعة) *.
5 - في البصائر: أن الشيعة.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»