مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٦١
إنه من دخل في هذا الأمر بغير يقين ولا بصيرة، خرج منه كما دخل فيه، رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة.
وأخبرك أني لو قلت: إن الصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والحج، والعمرة، والمسجد الحرام، والبيت الحرام، والمشعر الحرام، والطهر، والاغتسال من الجنابة، وكل فريضة كان ذلك هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي جاء به من عند ربه، (لصدقت لأن ذلك كله إنما يعرف) (1) بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولولا معرفة ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار به، والتسليم له، ما عرفت ذلك، فذلك من الله عز وجل على من يمن به عليه، ولولا ذلك لم أعرف شيئا من هذا.
فهذا كله ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصله، وهو فرعه، وهو دعاني إليه، ودلني عليه، وعرفنيه، وأمرني به، وأوجب له علي الطاعة، فيما أمرني به لا يسعني جهله، وكيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله عز وجل، وكيف يستقيم لي - لولا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - أن أصف أن الدين غيره.
وكيف لا يكون هو معرفة الرجل، وإنما هو الرجل الذي جاء به عن الله عز وجل، وإنما أنكر دين الله عز وجل من أنكره، بأن قال: * (أبعث الله بشرا رسولا) * (2) ثم قال: * (أبشر يهدوننا فكفروا) * (3) بذلك الرجل وكذبوا به * (وتولوا

١ - في نسخة " س وض ": لأنك إنما عرفت ذلك كله. بدل ما بين القوسين.
٢ - الاسراء ١٧: ٩٤.
٣ - التغابن ٦٤: 6.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»