مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٧٧
فهدموا (1)، وأما العترة فقتلوا (2)، وكل ودائع الله قد نبذوا، ومنها قد تبرأوا " (3).
[/] محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير البجلي، عن ذريح بن محمد بن يزيد المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إني قد تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فنحن أهل بيته " (4).

١ - تعرضت الكعبة المشرفة لحملتين من الهدم:
الأولى: في سنة ثلاث وستين في وقعة الحرة عندما هرب عبد الله بن الزبير والتجأ بالمسجد الحرام، فلاحقه جيش الشام وحاصره فرموه بالمنجنيق، ودامت الحرب بينهم إلى أن فرج الله عن ابن الزبير وأصحابه بوصول نعي يزيد بن معاوية فعاد الجيش إلى الشام.
الثانية: في زمن عبد الملك بن مروان عندما وجه الحجاج إلى قتل ابن الزبير، فالتجأ ثانية إلى المسجد الحرام فحاصره الحجاج ونصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة، وكان عبد الملك ينكر ذلك في أيام يزيد بن معاوية، وأول ما رمي بالمنجنيق إلى الكعبة رعدت السماء وبرقت وعلا صوت الرعد على الحجارة، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم، فأخذ الحجاج حجر المنجنيق فوضعه فيه ورمى به معهم.
انظر الكامل في التاريخ ٤: ٣٥٠ - ٣٥١، تاريخ الاسلام حوادث سنة ثلاث وسبعين.
٢ - ذكر الخزاز القمي في كفاية الأثر: إن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) رقى المنبر - بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) - فخطب بالناس - إلى أن قال -: ولقد حدثني جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الأمر يملكه إثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته، ما منا إلا مقتول أو مسموم. إلى آخر الحديث. ص ١٦٢.
٣ - بصائر الدرجات: ٤١٣ / ٣، وعنه في البحار ٢٣: ١٤٠ / ٩١، باختلاف يسير.
٤ - بصائر الدرجات: ٤١٤ / 4، وعنه في البحار 23: 140 / 88، من دون ذكر عترتي.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»