مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٧٠
وهو مجانب الكبائر.
وقد بينت لك ما سألتني عنه وقد علمت أن قوما سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها، بل حرفوها ووضعوها على غير حدودها على نحو ما قد بلغك، وما قد كتبت به إلي، وقد برئ الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم وممن يصفون من أعمالهم الخبيثة وينسبونها إلينا، وإنا نقول بها ونأمرهم بالأخذ بها، فقد رمانا الناس بها والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول * (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) * (1).
وأما ما كتبت به ونحوه وتخوفت أن تكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله عز وجل عن ذلك، تعالى ربنا عما يقول الظالمون علوا كبيرا، صفتي هذه هي صفة صاحبنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي صفة من وصفه من بعده، وعنه أخذنا ذلك، وبه نقتدي، فجزاه الله عنا أفضل الجزاء، فإن جزاءه على الله عز وجل.
فتفهم كتابي هذا والعزة لله جميعا والقوة به وصلى الله على محمد عبده ورسوله وعلى آله وعترته وسلم تسليما كثيرا " (2).
[/] أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن

١ - النور ٢٤: ٢٣ - ٢٥.
٢ - بصائر الدرجات: ٥٢٦ / 1، ونقله عنه المجلسي في البحار 24: 286 / 1، والفيض الكاشاني في معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة (عليهم السلام) 2: 91 - 103.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 273 274 275 276 ... » »»