مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٦٢
- عنه - وهم معرضون) * (1)، * (وقالوا لولا انزل عليه ملك) * (2) فقال لهم الله تبارك وتعالى * (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) * (3) ثم قال في آية أخرى * (ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا) * (4) والله تبارك وتعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال، وأن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله، ووجه الذي يؤتى منه، لا يقبل من العباد غير ذلك * (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) * (5).
وقال فيما أوجب من محبته لذلك * (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) * (6) فمن قال لك: إن هذه الفريضة كلها هي رجل، وهو لا يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق، ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة لا يغني التمسك بالأصل بترك الفرع شيئا، كما لا تغني شهادة أن لا إله إلا الله بترك شهادة أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر (7) والعدل، والمكارم، ومحاسن الأخلاق، ومحاسن الأعمال، والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فالباطن منها ولاية

١ - التوبة ٩: ٧٦.
٢ - الأنعام ٦: ٨.
٣ - الأنعام ٦: ٩١.
٤ - الأنعام ٦: ٨ - ٩.
٥ - الأنبياء ٢١: ٢٣.
٦ - النساء ٤: 80.
7 - في نسختي " س وض ": باللين.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»