مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٦٤
الواجبة) (1)، فإنه مقبول منك مع جميع أعمالك.
وأخبرك أنه من عرف أطاع، فإذا عرف صلى وصام وزكى وحج واعتمر وعظم حرمات الله كلها، ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله، ومكارم الأخلاق كلها، واجتنب (سيئها، ومبتدأ كل ذلك) (2) هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أصله، وهو أصل هذا كله، لأنه هو جاء به ودل عليه وأمر به، ولا يقبل الله عز وجل من أحد شيئا إلا به، فمن عرفه اجتنب الكبائر، وحرم الفواحش كلها ما ظهر منها وما بطن، وحرم المحارم كلها، لأنه بمعرفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطاعته دخل فيما دخل فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخرج مما خرج منه (3).
ومن زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحلل لله حلالا، ولم يحرم له حراما، وإنه من صلى وزكى وحج واعتمر، وفعل البر كله بغير معرفة من افترض الله طاعته، فإنه لم يقبل منه شيئا من ذلك، ولم يصل، ولم يصم، ولم يزك، ولم يحج، ولم يعتمر، ولم يغتسل من الجنابة، ولم يتطهر، ولم يحرم لله حراما، ولم يحلل لله حلالا وليس له صلاة وإن ركع وسجد، ولا له زكاة وإن أخرج من كل أربعين درهما درهما، ولا له حج ولا عمرة، وإنما يقبل ذلك كله بمعرفة رجل وهو من أمر الله خلقه بطاعته والأخذ عنه، فمن عرفه وأخذ عنه فقد أطاع الله عز وجل.
وأما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله عز وجل في كتابه، فإنهم زعموا أنه إنما حرم وعنى بذلك النكاح نكاح نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)،

1 - ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
2 - في نسخة " ض ": مبتدئا، وكل ذلك. بدل ما بين القوسين.
3 - في البصائر زيادة: النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»