مختصر البصائر - الحسن بن سليمان الحلي - الصفحة ٢٦٦
فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة (فعل ما شاء وعلى كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)) (1)، نكاحا غير سفاح، تراضيا على ما أحبا من الأجرة والأجل (2)، كما قال الله عز وجل * (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة) * (3) إن هما أحبا مدا في الأجل على ذلك الأجر، أو ما أحبا في آخر يوم من أجلها، قبل أن ينقضي الأجل قبل غروب الشمس مدا فيه وزادا في الأجل ما أحبا، فإن مضى آخر يوم منه لم يصلح إلا بأمر مستقبل، وليس بينهما عدة إلا لرجل سواه، فإن أرادت سواه اعتدت خمسة وأربعين يوما، وليس بينهما ميراث.
ثم إن شاءت تمتعت من آخر فهذا حلال لها إلى يوم القيامة، إن شاءت تمتعت منه أبدا، وإن شاءت من عشرين بعد أن تعتد من كل واحد فارقته خمسة وأربعين يوما، فلها ذلك ما بقيت الدنيا، كل هذا حلال لها على حدود الله التي بينها على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) * (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه) * (4).
وإذا أردت المتعة في الحج فاحرم من العقيق واجعلها متعة، فمتى ما قدمت مكة طفت بالبيت واستلمت الحجر الأسود، وفتحت به وختمت سبعة أشواط، ثم تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، ثم اخرج من المسجد فاسع بين الصفا والمروة (5) سبعة أشواط، تفتح بالصفا وتختم بالمروة. فإذا فعلت ذلك قصرت حتى

١ - في البصائر: فعلى كتاب الله وسنته. بدل ما بين القوسين.
٢ - والأجل، لم يرد في نسختي " س وض ".
٣ - النساء ٤: ٢٤.
٤ - الطلاق ٦٥: ١.
٥ - الصفا والمروة: وهما جبلان بين بطحاء مكة والمسجد، أما الصفا فمكان مرتفع من جبل أبي قبيس بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق، ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود، والمشعر الحرام بين الصفا والمروة.
وأما علة تسميتهما بهذين الاسمين، فقد قال الإمام الصادق (عليه السلام): " سمي الصفا صفا لأن المصطفى آدم هبط عليه، فقطع للجبل اسم من اسم آدم (عليه السلام)، يقول الله تعالى * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) * وهبطت حواء على المروة لأن المرأة هبطت عليها، فقطع للجبل اسم من اسم المرأة ". معجم البلدان ٣: ٤١١، علل الشرائع: 431 / 1 - باب 165. والآية في سورة آل عمران 3 آية 33.
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»