وشاهدك على خلقك 1، الجحجاح 2 المجاهد، العائذ بك عندك، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصورت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك وآباءه، أئمتك ودعائم دينك، واجعله في وديعتك التي لا تضيع، وفي جوارك الذي لا يحقر 3، وفي منعك وعزك الذي لا يقهر، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، وأيده 4 بنصرك العزيز، وأيده بجندك الغالب، وقوه بقوتك واردفه بملائكتك، ووال من والاه وعاد من عاداه، وألبسه درعك الحصينة وحفه بالملائكة حفا، اللهم وبلغه أفضل ما بلغت القائمين بقسطك من اتباع النبيين، اللهم اشعب به الصدع، وارتق به الفتق، وأمت به الجور، واظهر به العدل، وزين بطول بقائه الأرض، وأيده بالنصر، وانصره بالرعب، وقو ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم على من نصب له، ودمر من غشه 5، واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه، واقصم به رؤس الضلالة وشارعه البدع، ومميتة السنة، ومقوية الباطل، وذلل به الجبارين، وابر به الكافرين وجميع الملحدين، في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها، حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقى لهم آثارا.
اللهم طهر منهم بلادك، واشف منهم عبادك، واعز به المؤمنين وأحي به سنن المرسلين، ودارس حكمة النبيين، وجدد به ما امتحى من دينك، وبدل من حكمك، حتى تعيد دينك به وعلى يديه غضا محضا صحيحا، لا عوج فيه ولا بدعة معه، وحتى تنير بعدله ظلم الجور وتطفئ به نيران الكفر، وتوضح به معاقد الحق ومجهول العدل، فإنه عبدك الذي