به النبي صلى الله عليه وآله، وقد تضمن كتاب الطرائف أخبارا من طرق كثيرة في ثبوت ذلك والدلالة عليه، وهو فرج عام يأتي لأهل الاسلام ورحمة للأنام، ما عرفت أن أحدا من أهل العلم خالف في البشارة من النبي عليه أفضل السلام بظهوره، حيث يختار الله جل جلاله ذلك بحسن تدبيره، وقد قدمنا في جملة عمل اليوم والليلة من اهتمام أهل القدوة بالدعاء للمهدى صلوات الله عليه فيما مضى من الأزمان، ما ينبه على أن الدعاء له من مهمات أهل الاسلام والايمان، حتى روينا في تعقيب الظهر من عمل اليوم والليلة دعاء الصادق جعفر بن محمد صلوات اله عليه قد دعا به للمهدى عليه السلام أبلغ من الدعاء لنفسه سلام الله عليه، وقد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلاة العصر من عمل اليوم والليلة أيضا فصلا جميلا قد دعا به الكاظم موسى بن جعفر للمهدى عليهم السلام أبلغ من الدعاء لنفسه صلوات الله عليهما، وفي الاقتداء بالصادق والكاظم عليهما السلام عذر لمن عرف محلهما في الاسلام وسنذكر أيضا أمر الرضا علي بن موسى صلوات الله عليهما وأمر غيره بالدعاء للمهدى صلوات الله عليه ودعاء كان يدعو به صلوات الله عليه.
ذكر الدعاء لصاحب الأمر المروى عن الرضا عليهما أفضل السلام:
حدثني الجماعة الذين قدمت ذكرهم في عدة مواضع من هذا الكتاب باسنادهم إلى جدي أبي جعفر الطوسي تلقاه الله جل جلاله بالأمان والرضوان يوم الحساب قال: أخبرنا ابن أبي الجيد عن محمد بن الحسن بن سعيد بن عبد الله والحميري وعلي بن إبراهيم ومحمد بن الحسن الصفار، كلهم عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مولد وصالح بن السندي عن يونس بن عبد الرحمن، ورواه جدي أبى جعفر الطوسي فيما يرويه عن يونس بن الرحمن بعدة طرق تركت ذكرها كراهية للإطالة في هذا المكان، يروى عن يونس بن عبد الرحمن: أن الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر عليه السلام بهذا:
اللهم ادفع عن وليك وخليفتك، وحجتك على خلقك، ولسانك المعبر عنك باذنك، الناطق بحكمتك 1، وعينك الناظرة على بريتك،