يدي الله جلاله في صوم الحاجة وصلاتها بهذه التي قد تجددت لك الآن وتركت الاهتمام بالأهم كنت مستحقا للحرمان والخذلان وربما يكون قد عرضت في نفسك الهوان وإنما قلنا تقدم حوائج الصفوة من العترة النبوية لأن بقاء الدنيا وأهلها بمن يكون لطفا وقطبا وحافظا للأمانات الإلهية والمقامات المحمدية، فإذا كنت محفوظا بواحد على مقتضى اعتقادك فكيف تقدم حوائجك على حوائجه بل يجب ان تقدم حوائجه على حوائجك ومراده على مرادك.
أقول: واعلم أنه صلوات الله عليه مستغن عن صومك وصلواتك لحاجاته، لأجل شرف مقاماته وجلالة مراقباته وكمال اخلاصه في طاعاته وإنما تكون أنت إذا عملت بما قلناه أديت الأمانة وقدمت الأهم فالأهم كما ذكرناه كما تستفتح أدعيتك بالصلاة عليهم صلوات الله عليهم فكذا تستفتح أبواب قضاء حاجتك بتقديم حوائجه ثم الأهم من حوائجك عند نيتك.
ذكر صلاة للحاجة:
اختارها شيخنا المفيد وجدى السعيد أبو جعفر الطوسي وأبو الفرج ابن أبي قرة وغيرهم رضوان الله عليهم.
فمن رواية أبي الفرج ابن أبي قرة: حدث العياشي عن الحسين بن إشكيب عن موسى بن القاسم البلخي عن صفوان بن يحيى ومحمد بن سهل عن أشياخه وعدة من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إذا حضرت لك حاجة مهمة إلى الله عز وجل فصم ثلاثة أيام متوالية: أربعاء وخميسا وجمعة فإذا كان يوم الجمعة إنشاء الله فاغتسل والبس ثوبا جديدا، - وقال جدي أبو جعفر الطوسي في روايته: وألبس ثوبا نظيفا - ثم اصعد إلى أعلى بيت في دارك فصل فيه ركعتين وقال جدي أبو جعفر في روايته: ثم يصعد إلى أعلى موضع في داره فيصلى ثم يمد يديه إلى السماء - قال ابن أبي قرة وارفع يديك إلى السماء - وقل:
اللهم إني حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيتك وصمدانيتك وانه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك وقد علمت يا رب انه كلما تظاهرت نعمتك على اشتدت فاقتي إليك وقد طرقني هم كذا وكذا وأنت بكشفه عالم غير