قد ساواهم في تلك الصلوات فإياه أن يخطر هذا بقلبه ثم يعتقده فإنه من المهلكات وقد كشفنا ذلك في أواخر الجزء الثالث من هذا الكتاب فانظر ما هناك ففيه بلاغ لذوي الألباب ويكفيك هيهنا أنهم صلوات الله عليهم ما عبدوه خوفا من ناره ولا شوقا إلى جنته بل وجدوه أهلا للعبادة فعبدوه لخالص عبادته وأنت لولا الآمال العاجلة والآجلة لعلك ما عبدته ولا كان لك همه إلى عبادته بفريضة ولا نافلة فأنت المعنى والتحقيق تعبد شهوتك ولذتك كالضال على غير طريق التوفيق فأين أنت من عبادة أهل التصديق ذكر صلاة النبي صلى الله عليه وآله:
حدث أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري قال حدثنا هارون بن موسى رضي الله عنه قال اخبرني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يونس عن هشام عن الرضا عليه السلام قال: (سئلته عن صلاة جعفر فقال أين أنت عن صلاة النبي صلى الله عليه وآله فعسى رسول الله صلى الله عليه وآله لم يصل صلاة جعفر قط ولعل جعفرا لم يصل صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله قط فقلت علمنيها قال: تصلى ركعتين تقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب وانا أنزلناه في ليلة القدر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقرأها خمس عشرة مرة وخمس عشرة مرة إذا استويت قائما وخمس عشرة مرة إذا سجدت وخمس عشرة مرة إذا رفعت رأسك من السجود وخمس عشرة مرة في السجدة الثانية وخمس عشر مرة قبل أن تنهض إلى الركعة الأخرى ثم تقوم إلى الثانية فتفعل كما فعلت في الركعة الأولى ثم تنصرف وليس بينك وبين الله تعالى ذنب الا وقد غفر لك وتعطى جميع ما سئلت والدعاء بعدها:
لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين لا اله الله الها واحدا ونحن له مسلمون لا إله إلا الله لا نعبد الا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون لا إله إلا الله وحده وحده وحده انجز وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن فلك الحمد وأنت قيام السماوات والأرض ومن فيهن فلك الحمد وأنت الحق ووعدك الحق وقولك حق