تعرض على الأئمة القائمين مقامه (فيعرفونها)، وهم المعنيون بقوله:
(والمؤمنون) (وستردون) أي وسترجعون إلى الله الذي يعلم السر والعلانية (فينبئكم) بأعمالكم ويجازيكم عليها.) 1 أقول: ورويت في عدة روايات أن الأعمال تعرض على الله جل جلاله فيه وعلى رسوله وعلى الأئمة علي عم السلام 2، ورأيت فيما صنفه مسلم من طريق الجمهور في كتابه الذي سماه (الصحيح) ولي به عدة روايات أن يوم الاثنين والخميس يوم عرض أعمال العباد فيكون العبد على قدم التأهب فيه والاستعداد وروى مسلم في صحيحه في النصف الثاني من المجلد عدة أحاديث في تفضيل يوم الاثنين ويوم الخميس، وقال فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
(تعرض اعمال الناس في كل جمعة مرتين: يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبد بينه وبين أخيه شحناء فيقول: اتركوا أو ارجئوا 3 هذين حتى يفيئا.) 4 ومن ذلك في كتاب مسلم المذكور فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله انه:
(يفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن لا يشرك بالله شيئا - ثم ساق الحديث.) 5 أقول: وروى من طريق الخاصة إن وقت عرض الأعمال في هذين اليومين عند انقضاء نهارهما فينبغي للعبد العارف بحرمة من تعرض أعماله عليه ان يتفقدها ويصلحها بغاية ما ينتهى جهده إليه ويتذكر أنها تعرض على الله جل جلاله أولا العالم بالسرائر ثم على خواصه أهل المقام الباهر وتحضر تلك الصحف بين يدي الله جل جلاله وأيديهم وفيها فضايح الذنوب الكبائر والصغائر فكيف يهون هذا عند عبد مصدق بالله الملك الأعظم العزيز القاهر وباليوم الآخر.